الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

إيقاف عشرات "الحراكّة" المغاربة بشواطئ إيطاليا




أعلنت مصادر أمنية بمدينة "كاطانيا" الإيطالية، أنها فعلت مسطرة الطرد في حق 116 مهاجرا مغربيا تم إنقاذهم في عرض البحر، وإنزالهم بميناء المدينة يوم الإثنين المنصرم.
كما أخبرت ذات المصادر، أنه تقرر متابعة ثلاثة مغاربة آخرين في حالة اعتقال، باعتبار أنهم كانوا مسؤولين عن الرحلة التي أسفرت عن مقتل 49 مهاجرا في الـ15 من الشهر الجاري بعرض الشواطئ الليبية.
وأشار "مارتشيلو كاردونا" المسؤول الاول عن شرطة "كاطانيا" أن تفعيل مسطرة الطرد في حق المهاجرين المغاربة يأتي تماشيا مع القوانين الدولية، باعتبار أن المغاربة لاتتوفر فيهم شروط اللاجئين.
ويتزامن ضبط هذا العدد الكبير من المهاجرين المغاربة، القادمين من الشواطئ الليبية، مع إعلان منظمة "أطباء بلاحدود" بدورها عن إنقاذ 72 مهاجرا مغربيا كانوا على متن أحد القوارب، حيث تم إنزالهم بميناء آخر من جزيرة صقلية الإيطالية مساء يوم الأحد الأخير.
واعتبر المسؤول الأول عن شرطة "كاطانيا" في تصريح لموقع جريدة "لاريبوبليكا"، بأن القرار هو الأول من نوعه لـ"تواجد كل هذا العدد من مواطني دولة لا تشهد مشاكل سياسية"، وحسب ذات المسؤول فإن "هذا المعطى الجديد مقلق جدا".

السبت، 15 أغسطس 2015

أسبانيا: العثور على 3 أفارقة في حالة حرجة داخل صندوق سيارة



قالت الحكومة الإسبانية اليوم الجمعة “إن شرطة الحدود عثرت على ثلاثة شبان أفارقة كانوا يختبئون داخل صندوق سيارة، لدخول الأراضي الإسبانية في شمال أفريقيا وهم في حالة حرجة”.
وأظهرت صور نشرتها وزارة الداخلية أحد المهاجرين وقد تكور داخل المكان المخصص للاطار الاحتياطي للسيارة، وعثر على اثنين آخرين في مخبأ أعد خصيصا داخل السيارة.
وقالت الوزارة “إن الثلاثة كانوا عاجزين عن الوقوف ولا يستطيعون التنفس إلا بصعوبة بالغة، بسبب ضيق المكان ودرجة الحرارة وعادم السيارة لكنهم تعافوا بعد تقديم العلاج الطاريء لهم”.
وعثر على الثلاثة وهم اثنان من غينيا والثالث من ساحل العاج وتتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً، أمس الأول الأربعاء، عندما اشتبهت شرطة الحدود في السيارة عند معبر بين المغرب وجيب مليلية الاسباني وقامت بتفتيشها.
وقالت الوزارة في بيان أنه”تم اعتقال قائد السيارة الإسباني (39 عاماً) ووجهت له تهمة ارتكاب جريمة ضد حقوق مواطنين أجانب”.
ويقدم مهاجرون أفارقة بشكل متزايد على اجراءات يائسة بغية الوصول الى أوروبا، ومات الآلاف أثناء الهجرة عبر البحر المتوسط، وفي الاسبوع الماضي اختنق رجل مغربي أثناء تهريبه الى أسبانيا داخل حقيبة ملابس وضعت في صندوق السيارة.

الجمعة، 14 أغسطس 2015

هنغاريا توقف العمل بالبند الأول من قانون اللجوء



قررت الحكومة الهنغارية، إيقاف العمل بالبند الخاص بإعادة اللاجئ إلى أول دولة وصلها من دول دبلن.
وينص القرار على عدم إعادة اللاجئين الواصلين إلى أرضها إلى الدولة صاحبة المرور الأول والتي لم يتقدموا بطلب لجوء فيها، أي الدولة العضو في اتفاقية دبلن، وذلك بهدف الضغط على دول الاتفاقية من أجل إيجاد حل جذري لمسألة اللاجئين، وذلك بعد تصريح هنغاريا قبل أيام بعزمها بناء جدار بينها وبين صربيا من أجل الحد من تدفق المهاجرين إلى أراضيها، عبر صربيا والتي رفضت بشدة، ماجعلها تتراجع عن الفكرة.
ومن شأن هذا القرار أن يرفع أعداد المهاجرين الواصلين إلى أوروبا عن طريق هنغاريا، وسيكون مبعث سرور بالنسبة للاجئين، إذ بموجبه لن تعيد هنغاريا أي شخص إلى الدولة التي وصلها أولاً أو له بصمة فيها. 

تفسير مختصر لقانون بلد اللجوء الأول :

ينص القانون في اتفاقية دبلن على وجوب تقديم طلب لجوء من قبل اللاجئين عند وصولهم لأول دولة من دول دبلن.
وكمثال عبى القانون : شخص وصل إلى ايطاليا ولكنه يرغب في إكمال الطريق إلى المانيا ، قانون بلد اللجوء الأول ينص على تقديم هذا الشخص لطلب اللجوء في ايطاليا وهي الدولة التي وصلها أولاً ، وهذا القانون هو ما عملت هنغاريا اليوم على تعليق العمل به.
هنغاريا {المجر} تضغط بهذا القرار على دول دبلن من أجل إيجاد حل جذري فيما يخص اللاجئين خصوصاً وأن هنغاريا صرحت منذ أيام بأنها ستقوم ببناء جدار بين هنغاريا وصربيا من أجل الحد من تدفق المهاجرين عليها عن طريق صربيا.

أهمية هذا القرار بالنسبة للاجئين وصداه أوروبياً

منذ أن صرحت هنغاريا بنية بنائها لسور يفصل بينها وبين صربيا تعالت الأصوات الدولية والأوروبية ومن بين هذه الأصوات صربيا التي رفضت بناء الجدار وصرحت على أنها لا توافق على مثل هذا الأمور وأن هذه الأمور كانت من السابق.
بالطبع تراجعت هنغاريا عن هذا القرار ولو مؤقتا ، ولكنها اليوم تعمل على عقاب أوروبا بهذا القرار الذي من شأنه العمل على زيادة أعداد المهاجرين الواصلين إلى أوروبا عن طريق هنغاريا خصوصاً وأن بموجب هذا القرار غالباً لن تعمل حكومة المجر أي شخص على البصمة ولن تعيد أي شخص إلى الدولة التي وصلها أولاً أو له بصمة فيها.

مسافر بالمجان في حجرة أمتعة طائرة الى السويد



تمكن شخص قادم من أثيوبيا التسلل الى حجرة الأمتعة في إحدى الطائرات المتجهة الى السويد، واكتشف الحراس وجوده هناك عندما هبطت الطائرة في مدرجها هذا الصباح وتم تسليمه للشرطة.
تعود الطائرة للخطوط الجوية الاثيوبية، ويشتبه أن الرجل قد استقل حجرة أمتعة الطائرة طوال المسافة من أديس أبابا الى هنا، لكنه لم يتهم حاليا بارتكاب أي جرم، ووضعه الصحي جيد.

الأربعاء، 12 أغسطس 2015

السويد تحصل على 1.5 مليار كرون لقاء استقبال اللاجئين



حصلت السويد على 1.5 مليار كرون من ميزانية الاتحاد الاوربي التي خصصت لسد تكاليف استقبال اللاجئين خلال السنوات الخمس المقبلة، والتي تبلغ بالمجمل 24 مليار كرون.
الجزء الأكبر من هذه الميزانية من نصيب ايطاليا، اسبانيا واليونان، المعرضين بشكل أساسي لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، كما أن ايطاليا واليونان كانتا قد قدمتا شكوى في الاسبوع الماضي لعدم قدرتهما على تحمل أعباء استقبال اللاجئين بهذه الأعداد الهائلة. وبحسب المتحدثة الاعلامية للمفوضية الأوربية لشؤون اللاجئين نتاشا بيرتود "ستوزع هذه المبالغ بحسب الحاجات الأكثر إلحاحاً".
هنالك مايقارب 124 الف لاجئ قدموا الى أوربا حتى الأن منذ بداية هذا العام، وفقاً أرقام المفوضية الاوربية للاجئين، أغلبهم فارون من الحروب وخطر الملاحقة، من سوريا، أفغانستان والعراق وهذا يعتبر ازديادا بنسبة 75% بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

الهجرة إلى أوروبا-3:كيف يجتاز السوريون عقبة هنغاريا بأقل الخسائر؟


بعد انتهاء المهاجرين السوريين من اجتياز (اليونان)، تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة من المغامرة والتي تدور أحداثها في (مقدونيا) و(صربيا) و(هنغاريا) وتعد الأخيرة حجر عثرة يقف أمام الراغبين بالهجرة إلى أوروبا، على اعتبار أن البصمة الهنغارية تسبب الكثير من المشاكل كونها أحد الدول الموقعة على اتفاقية (دبلن) المتعلقة بتنظيم استقبال اللاجئين.

مقدونيا تمنح ورقة طرد للاجئين!قامت (مقدونيا) في الآونة الأخيرة بتغيير قانون اللجوء لتسمح للمهاجرين الذين يدخلون البلاد بصورة غير شرعية بتجنب السجن إذا ما غادروا خلال 3 أيام، وذلك بمنحهم ورقة "خارطية" من أحد مراكز الشرطة.
(قتيبة) تحدث لـ (أورينت نت) عن قصة عبوره من (مقدونيا) إلى الحدود الصربية قائلا: " بعد وصولي إلى الحدود اليونانية - المقدونية قمت بالمشي على الأقدام مسافة عدة ساعات حتى وصلت إلى أقرب مدينة، وهناك ذهبت مباشرة إلى مخفر الشرطة، وبعد انتظار دام يوم كامل بسبب الازدحام تمكنت من الحصول على الخارطية وهي ورقة طرد تسمح للمهاجرين البقاء مدة 3 أيام".
وتابع قتيبة: " ذهبت مباشرة للاستراحة في أحد المطاعم، ثم توجهت إلى محطة القطار وقطعت تذكرة إلى مدينة سكوبية بـ 10 يورو، حيث استغرقت الرحلة عدة ساعات، بعدها ذهبت إلى محطة الباص وتوجهت إلى مدينة لويان على الحدود المقدونية - الصربية، فالرحلة عبر مقدونيا كانت سهلة للغاية ولا تستغرق أكثر من يوم، عكس ما كانت عليه قبل أشهر حيث كان يترتب على السوريين مشي مسافات كبيرة هربا من الشرطة".

اجتياز الحدود الصربيةتعتبر صربيا من الدول التي يستريح فيها اللاجئون، قبل خوضهم مغامرة هنغاريا والتي تحتاج إلى مجهود كبير نظرا للمسافة التي يقطعها الأشخاص مشيا على الأقدام، وحول هذه النقطة يقول (قتيبة) متابعاً تفاصيل رحلته في صربيا: 
" بعد وصولي إلى الحدود الصربية توجهت إلى مخر الشرطة أيضا وانتظرت يومين حتى أحصل على خارطية نظرا للأعداد الكبيرة من المهاجرين، بعدها ذهبت إلى أحد الكامبات المتواجدة قرب الحدود واسترحت يوم كامل حيث كانت الخدمة في الكامب متوسطة والطعام سيء، ولكن كنت أرغب في النوم قبل استكمال رحلتي".
وأضاف: " في اليوم التالي قطعت تذكرة قطار إلى بلغراد بـ 20 يورو، وبعد وصولي لم أكن أملك المال الكافي لأحجز في أحد الفنادق والتي تتراوح بين 30 و40 يورو فقررت النوم في الحديقة، وفي الصباح ركبت الباص إلى مدينة كينجازي على الحدود الهنغارية، وهناك بدأت أشعر بالخوف لاقترابي من هنغاريا، حيث حاولت الاتفاق مع أحد المهربين لعبور الحدود بأمان دون أن أتعرض للاعتقال، واجتمعت مع مهرب صربي وطلب مبلغ 2000 يورو ولكن هذا السعر كان مكلف جدا".

ههنغاريا وكابوس الاعتقالأشار العديد من الاشخاص أن مخاطر هنغاريا لا تقتصر على الاعتقال والإجبار على التبصيم بالقوة فقط، بل تتعدى ذلك حيث يتواجد على الحدود الصربية - الهنغارية العديد من قطاع الطرق والذين يقومون باعتراض المهاجرين ويقومون بسلب أموالهم تحت التهديد بالسلاح، لذلك ينصح العديد من السوريين الذين خاضوا تجربة العبور من هنغاريا سابقا، أن لا يمشي كل شخص على حدة، بل أن يجتمعوا ضمن كروب لا يقل عن 30 شخصا وأن يحملوا بعض السكاكين في حال هاجمهم قطاع الطرق.
وتابع قتيبة رواية رحلته قائلا: "قبل وصولي الحدود الهنغارية بقليل اجتمعت مع عدد من السوريين كان عددهم 25 شخصا واتفقنا أن نمشي مع بعضنا حتى نقطع الحدود ونصل إلى أقرب نقطة يوجد بها مواصلات، ولكن الشرطة الهنغارية كانت تتواجد بكثرة على الطرقات، لذلك قمنا بالمشي ضمن الغابات على اعتبار أن الشرطة تخاف دخولها لوجود العديد من قطاع الطرق، وبقينا نمشي مسافة 12 كيلو يتخللها العديد من فترات الراحة والنوم، بعدها تفرقنا واستقليت تكسي إلى مدينة بودبست مقابل 150 يورو، ومن هناك أخذت تكسي إلى ألمانيا مقابل 400 يورو".

نصائح وإرشاداتيقوم العديد من الأشخاص بتقديم نصائح للراغبين باجتياز (هنغاريا) بأمان عبر رسم الطريق الذي يجب المرور به دون التعرض للاعتقال، وذلك بشرح أدق التفاصيل حول إحداثيات الرحلة والأماكن التي تتواجد بها الشرطة الهنغارية، والأماكن التي يجيب الاستراحة بها أو الابتعاد عنها، عبر نشرها على مواقع التواصل الاجتماعية ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من السوريين، وهو ما ساعد أشخاص كثر في الوصول إلى ألمانيا بشكل أمن.

ظروف إنسانية صعبةفي المقابل هناك أشخاص لم يبتسم لهم الحظ وتعرضوا للاعتقال من قبل الشرطة الهنغارية بطريقة وحشية، حيث يتم أخذهم إلى مخفر الشرطة لإجبارهم على البصم، وعندما يرفض أحد الأشخاص البصم يتعرض للضرب، وفي حال إصراره على عدم البصم يتم اعتقاله مدة 3 أسابيع وبعدها يرحل إلى صربيا، وهو ما أشار له (يحيى) والذي تعرض للضرب أمام عائلته بعد رفضه البصم لتقوم الشرطة الهنغارية بتهديده بحبس أفراد عائلته، الأمر الذي دفعه للبصم خوفا على زوجته وأخته.
وخلال الأيام الماضية شهدت (هنغاريا) أمطاراً غزيرة ما دفع العديد من العائلات المتواجدة في الغابات الهنعارية إلى تسليم أنفسهم للشرطة نظرا للإرهاق الكبير الذي أصابهم، على اعتبار أن الرحلة مرهقة جدا على العائلات التي تصطحب معا أطفالاً، نظرا لصعوبة ووعرة الطريق وطول مسافة المشي.

الهجرة إلى أوروبا-2: كيف ينتقل السوريون من اليونان إلى مقدونيا؟


بعد اجتياز السوريين الراغبين بالهجرة إلى أوروبا عقبة القارب المطاطي "البلم" الذي يقلهم من تركيا إلى إحدى الجزر اليونانية، تبدأ المرحلة الثانية من هذه المغامرة، والتي تدور أحداثها في (اليونان) التي باتت تغص بآلاف السوريين الذين يبحثون عن طريق للوصول إلى ألمانيا أو السويد أو إحدى دول اللجوء الأوروبية.


الحصول على "الخارطية"!تتواجد في (اليونان) العديد من الجزر القريبة من تركيا والتي يتوجه إليها السوريين، حيث روى لنا (قتيبة) تفاصيل رحلته قائلا: 
" أنزلنا المهرب الذي يقود البلم إلى جزيرة (ميتيليني) اليونانية في منطقة تعتبر مقطوعة نسبيا، حيث بقينا نمشي مدة 3 ساعات في الجزيرة حتى تمكنا من الوصول إلى مخفر الشرطة، وهناك قمنا بتسليم أنفسنا لهم، وتم أخذنا إلى كامب يتواجد به مئات الأشخاص من مختلف الجنسيات، إلا أن هذا (الكامب) كان في حالة يرثى لها من حيث النظافة والوجبات المقدمة لنا، وبقينا هناك مدة 5 أيام".
وتابع قتيبة: " في اليوم السادس ذهبنا إلى مخفر الشرطة، وتم تبصيمنا على عدد من الأوراق، ثم قام المخفر بإعطائنا خارطية وهي عبارة عن ورقة طرد تسمح لنا البقاء في اليونان مدة 6 أشهر، وخلال هذه المدة يعتبر وجودنا قانونيا، بعدها قمت بقطع تذكرة على متن سفينة من الجزيرة المتواجد فيها إلى أثينا مقابل 46 يورو ".
وأكد عدد من السوريين المتواجدين على جزيرة (كوس) اليونانية، أن عشرات الأشخاص ينتظرون يوميا دورهم أمام مخفر الجزيرة للحصول على (الخارطية9، ولكن نتيجة الازدحام الكبير بات توزيع الخارطيات يتأخر لمدة تصل أحيانا إلى 10 أيام وأكثر.
واعتبر عبد الرحمن المتواجد في اليونان: " أن مدة الانتظار الطويلة أمام مخافر الجزر والجو الحار، دفع العديد من السوريين للاستغناء عن الخارطية، ومحاولة قطع تذكرة دون إبرازها، وهذا يتوقف على الموظف، فهناك موظفون لا يقبلون إعطاء اي تذكرة دون امتلاك الشخص لـ (الخارطية)".

اجتياز حدود مقدونيا لم يعد يحتاج لمهرب! تفاصيل الرحلة تبدو مثيرة رغم ما يكتنفها من تشرد وعذاب... ولعل أطرف ما فيها هو أن السلطات تحاول أن تحد من عمل المهربين، بمنح موافقات جزئية ما، مع عدم قدرتها إلى إغلاق باب الهجرة غير الشرعية نهائياً.. وفي هذا يتابع (قتيبة) قائلا: " استغرقت الرحلة بالسفينة من جزيرة (ميتيليني) إلى أثينا حوالي 11 ساعة وكانت متعبة، على اعتبار أن طاقم السفينة رفض منحي تذكرة جلوس في أحد المقاعد وبقيت جالسا على الأرضية طوال فترة الرحلة، وبعد وصولي إلى أثينا، قمت بالحجز في أحد الفنادق في غرفة مشتركة تضم 3 أشخاص مقابل 10 يورو لليوم الواحد، وفي اليوم التالي حاولت التواصل مع عدد من المهربين، لكن الجميع أخبرنا أن اجتياز منطقة مقدونيا لم يعد بحاجة إلى مهرب على اعتبار أن مقدونيا باتت تمنح السوريين خارطيات أيضا".

وأضاف: " بعدها حجزت تذكرة قطار من أثينا إلى منطقة سالونيكي حيث تكون سعر التذكرة ليلا 25 يورو ونهارا 50 يورو، وبعد وصولي مباشرة ذهبت بالباص إلى منطقة أفزوني والتي تبعد مسافة ساعة ونصف عن الحدود المقدونية".

تفادي بصمة (هنغاريا)!يتجه عدد من السوريين إلى السفر عبر البحر من اليونان إلى إيطاليا بدلا من تحمل مشقة السفر برا وذلك لتفادي بصمة (هنغاريا) أو (المجر) التي تعتبر الأسوأ تعاملا والأشد قسوة في أوروبا، وحيث سجلت عدة انتهاكات بحق اللاجئين بمساعدة المترجم العراقي المتواطؤ بعنف مع الأمن الهنغاري.
وقد حاولنا معرفة تفاصيل الرحلة في هذا المقطع، فقمنا بالتحدث عبر الهاتف مع أحد المهربين من أصول سودانية، والمتواجد في مدينة (أثينا) حول طريقة السفر إلى إيطاليا بحرا، وأشار أن تكلفة الرحلة تتراوح بين 3 إلى 4 آلاف يورو، وذلك عبر أحد بواخر نقل البضائع رافضا الكشف عن المنطقة التي تنتطلق منها هذه السفن، مؤكدا أن الرحلة آمنة، حيث طلب مني القدوم إلى (أثينا) للاتفاق معه، وإذا توصلنا لاتفاق سيتم إخباري بموعد السفر لاحقا، وذلك بأخذي عبر السيارة إلى نقطة الانطلاق والتي تبعد حوالي 6 ساعات عن اثينا.

السفر جوا يشكل عائقا أمام المحجباتيوجد في اليونان أكثر من 15 مطارا وذلك لكثرة الجزر السياحية المتوجدة فيها، لكن أغلب هذه المطارات تعمل فقط في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء تعمل 4 مطارات فقط بينها أثينا، وتحدتث رنا عن رحلتها عبر الطيران والصعوبات التي صادفتها، حيث قالت: " لم أستطع المغامرة والذهاب إلى السويد برا أو عن طريق البحر، لذلك لم يكن أمامي خيار سوى التفكير بالسفر جوا، وبعد عدة أيام على وصولي إلى أثينا اجتمعت مع أحد المهربين للاتفاق على الرحلة، ولكن صادفتني مشكلة أنني محجبة وهذا يعد عائقا كبيرا لأن المهرب يعمل على تأمين هوية يونانية أو أوروبية مزورة لإحدى الفيتات التي تشبهني، وهو ما دفعني للتخلي عن فكرة السفر جوا".
وأكد العديد من السوريين المتواجدين في اليونان أن السفر جوا أصبح أمرا صعبا للغاية، لأن الموظفين المتواجدين في المطارات وخاصة مطار أثينا باتوا يددقون بشكل كبير على جميع الركاب، وذلك باختبار لغتهم، فعلي سبيل المثال إذا كان الشخص يحمل هوية ألمانية مزورة تقوم المضيفات بالتحدث إليه باللغة الألمانية.
ويعتبر التدقيق في مطارات الجزر أقل شدة من مطار أثينا وذلك للأعداد الكبيرة من السياح التي تسافر من المطار يوميا.


الهجرة إلى أوروبا-1 (البلم) كابوس السوريين المسافرين إلى اليونان


زايدت في الآونة الأخيرة أعداد السوريين الراغبين بالهجرة إلى أوروبا عبر بوابة تركيا، وذلك بعد النتائج البرلمانية الأخيرة، والمضايقات التي يتعرض لها السوريين من مناصري حزب العمال الكردستاني.. الذين يتهمونهم بأنهم "أردوغانيين" و"معادين للكرد"! فالهجرة إلى أوروبا ليست بالأمر السهل كما يعتقد الكثيرون، فهي تمر بعدد من المراحل المحفوفة بالمخاطر، والتي سنتحدث عنها عبر سلسلة من التقارير والتي سنبدأها بالهجرة إلى اليونان والصعوبات التي ترافقها.

الاتفاق مع المهربتعتبر مدينة (أزمير) التركية وجهت غالبية السوريين الراغبين بالسفر إلى اليونان وذلك لقربها من الجزر اليونانية، حيث يتواجد في أزمير عشرات المهربين من مختلف الجنسيات، وخلال حديثنا مع أحد المهربين والذي رفض ذكر اسمه: " في البداية يتم الاتفاق مع الراغبين بالهجرة إلى اليونان حول الطريقة التي يرغبون بها في السفر، فهناك السفر عبر "البلم" وهو عبارة عن قارب مطاطي يتسع لأكثر من 35 شخصا وتكون التكلفة حوالي 1100 دولار على الشخص البالغ و500 دولار على الأطفال، أما الطريقة الثانية فهي مركب سياحي يكون أكثر أمنا ولكن التكلفة تصل إلى 2000 دولار".
وتابع المهرب : " بعد الاتفاق على السعر يتم تحديد موعد الرحلة والذي يتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، حتى نستطيع تأمين رحلة أمنة، ولكن تصادفنا العديد من المشاكل أهمها أعداد الركاب المتواجدين على (البلم)، حيث يتم الاتفاق مثلا أن لا يتجاوز عدد الأشخاص المتواجدين على متن (البلم) 35 شخصا، ولكن أحيانا نضطر إلى زيادة عدد الركاب إلى 45 شخصا، على اعتبار أن الرحلة قائم عليها أكثر من مهرب، ويجب أن يعلم الجميع أننا نقوم بعمل السمسرة لا أكثر، فلسنا نحن من نحدد عدد ركاب القارب، ووظيفتنا تقتصر على أخذ عمولة على كل راكب نقوم بجلبه".

رحلة محفوفة بالمخاطروتحدث (زياد) أحد السوريين الواصلين إلى ألمانيا عن رحلته من تركيا إلى اليونان ولحظات الموت التي "رأوها بأعينهم" كما يقال.. حيث أشار: " بعد وصولنا إلى (أزمير) اتفقنا مع أحد المهربين على موعد الرحلة، وبعد أيام اتصل بنا وحدد لنا مكاناً نجتمع فيه، حيث تم أخذنا بسيارة لمدة ساعتين، بعدها مشينا ساعة كاملة حتى وصولنا إلى مكان (البلم) وهناك فوجئنا أن عدد الأشخاص كان 48 راكباً، وهو الأمر الذي رفضناه على اعتبار أن (البلم) لا يتسع لأكثر من 35 شخصا.. ورفضنا لم يؤد إلي أي نتيجة سوى تأخير الرحلة، وفي النهاية اضطررنا إلى الذهاب، وبعد مضي نصف ساعة تعطل المحرك وكدنا نغرق، فقمنا بالاتصال بخفر السواحل اليوناني،الذي تأخر 3 ساعات حتى وصل وسط حالة من الذعر والخوف التي عمت بيننا".

مخاطر "البلم"تعطل محركات القوارب، بات كابوساًَ يلاحق السوريين المهاجرين، ويتم تداول قصصه فيما بينهم باستمرار، وفي هذا السياق أيضاً تحدث لنا الناشط (أبو أحمد) قائلأأً: " في الأسابيع الأخيرة زادت حالات تعطل البلم في البحر بدرجة كبيرة، حيث من بين كل 3 رحلات تصل رحلة واحدة بخير إلى إحدى الجزر اليونانية، أما باقي الرحلات يتعطل محرك البلم أو ينقص البانزين المتواجد على القارب، عندها يضطر الركاب للاتصال بخفر السواحل اليوناني أو التركي، فإذا كان القارب موجود بالمياه الإقليمية اليونانية يقوم خفر السواحل بسحب البلم إلى إحدى الجزر القريبة وقد يتعرض ركاب القارب إلى الحبس عدة أيام، وأحيانا إلى 6 أشهر إذا كان القارب قريب من إحدى الجزر اليونانية العسكرية، أما في حال كان البلم بالمياه الإقليمية التركية فيتم أخذ جميع الركاب إلى مديرية أمن الأجانب ويتم تبصيم جميع الركاب وحبسهم عدة أيام والطلب منهم بمغادرة تركيا خلال 30 يوميا إذا كرروا محاولة الهجرة غير الشرعية".

جزيرة مهجورةسوريون أطلقوا منذ أيامٍ عدة، نداءات استغاثة مطالبين السلطات اليونانية بإنقاذهم، حيث أشاروا إلى أن المهرب الذي كان يقود "البلم" وضعهم في جزيرة يونانية مهجورة، وأخبرهم أنهم وصلوا إلى وجهتهم، ولكن عند نزولهم الجزيرة تبين لهم أن الجزيرة غير مأهولة ولا يوجد بها أحد، وكان عدد الأشخاص المتواجدين على القارب 45 شخصا بينهم نساء وأطفال، حيث بقوا 24 ساعة دون طعام أو شراب، ثم قاموا بإرسال موقعهم على الخريطة طالبين من الأشخاص الذين يملكون أرقام خفر السواحل اليوناني بالاتصال بهم، في قصة تشبه إلى حد كبير ما يحدث في الأفلام الأجنبية".

حالات اختفاءتنتشر يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من صور السوريين الذين ذهبوا في رحلة تهريب من تركيا إلى اليونان وتم فقد الاتصال بهم، في ظاهرة باتت تخفيف الكثيرين ممن يفكرون بسلوك الطريق ذاته، وتحدث الناشط (أبو أحمد) عن ذلك لأورينت نت قائلا: "إذا زادت فترة غياب الشخص عن اسبوع عندها يصبح الأمر خطيرا، ويكون أحد الاحتمالين إما المفقود مسجونا في اليونان، أو تعرض قاربه للغرق أو نصب من المهرب وذلك بوضعه في جزيرة مهجورة، لذلك يجب التواصل دائم خلال فترة الإبحار من تركيا إلى اليونان، وأن يملك كل شخص أكثر من شاحن احتياطي للتواصل في حال حدوث أي مشكلة".