مدونة الهجرة الإلكترونية
تفتح جزيرة «بيتكيرن» في المُحيط الهادي ذراعيها للمُهاجرين إليها، بل تُرحّب بذلك، وتدعو إليه، في نفس الوقت الذي يبحث فيه آلاف من سكان المناطق المزدحمة عن باب للهجرة، في سبيل الهروب من الزحام، أو بحثًا عن فرصة عمل، وحياة جديدة في عالم موازي.وفي هذا التقرير، نستعرض مزيد من المعلومات عن جزيرة «بيتكيرن»، وظروف الحياة هُنالك، واشتراطات الهجرة للجزيرة التي تُعد ضمن دول رابطة «الكومونوِلث»، وتتبع الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العُظمي.الجيران أحفاد المُتمردينعرِف التاريخ جزيرة «بيتكيرن» أول ما عرفها من خلال رحلة قام بها الأوائل الذين حطت أقدامهم عليها. عام 1787، حيث كان على سفينة بحريةٍ بريطانية أن تتوجه إلى جزيرة «تاهيتي» لجلب نباتات وغلة يصح أن تؤخذ إلى الهند فيتم ذراعتها وحصادها واستخدام الغلة في صناعة الخُبز وإطعام «عبيد» الإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب الشمس عن مستعمراتها. وبالفعل ذهب الطاقم إلى «تاهيتي»، غير أن خطأً من قائد السفينة تسبب في آلا تعود أبدًا.تمثّل الخطأ في حدوث خلاف بين زملاء السفينة القادمين في مهمة رسمة، حيث تم عزل أحدهم عن «القبطنة» وعيّن آخر. فبوصول الطاقم إلى «تاهيتي» سمح القبطان الأول للأعضاء أن يخالطوا سكان الجزيرة، ومن بينهم «كريستيان فليتشر» الذي أصبحت له زوجة هناك يصعب عليه مفارقتها، ليقرر بناءً على هذا قيادة تمرُد في طريق العودة، والإطاحة بقائد السفينة ومؤيدوه، وتعيين نفسه قائدًا جديدًا، ليعود القائد القديم خائب الرجاء إلى موطنه، وتحُط أقدام «كريستيان فليتشر» وأصدقاءه المتمردين على جزيرة «بيتكيرن» ليكونوا أول من أعاد اكتشافها عام 1790.
ما يجب أن تعرِفه
إذا كُنت تود معرفة على أي نحو سيكون جيرانك إذا قررت أن تحزم أمتعتك وترحل إلى «بيتكيرن»، فهُم مزيجٌ من أحفاد مُتمردي القرن الثامِن عشر، والشعب البولينزي، أحد أعرق الجزر الواقعة في المُحيط الهادي، الأمر الذي يجعل اللغات الأكثر رواجًا هُنالك اللغة الإنجليزية واللغة البيتكيرنية المشتقة من الإنجليزية والتاهيتيّة معاً، كما يجعل الأجيال التي تسكُن الجزيرة هذه الأيام تحمل في أسماء عائلاتها أسماء مُتمردي القرن الثامن عشر الذين عمروا الجزيرة، مثل ممثلة الجزيرة في الاتحاد الأوروبي «جاكي كريستين» حفيدة «كريستين فليتشر».
مطلوب للإعمار
في عام 2013، دشنت الحكومة البيتكرينيّة دعوتها لاستقبال المُهاجرين لأراضيها الوطنية، مع تأشيرة إقامةٍ مدة 6 أشهُر للتجرِبة قبل الاستقرار التام هُناك، وبالرغم من ذلك فإن طلبًا واحدًا بالهجرة منذ ذلك الحين قد وصل الحكومة البيتكيرنية، وذلك لمداواة انقراض متوقع بحلول عام 2054 للكتلة السكانية لشعب الجزيرة، الذين لا يتعدون بأي حالٍ من الأحوال 50 نسمة.الجزيرة إحدي جُزر أربعة تتبع «الملكة إليزابيث الثانية» ملكة إنجلترا، وتعد واحدة من شعوب رابطة الكومونولث التي ارتبطت بالاستعمار البريطاني، وتقدر مساحتها بـ 47 كيلومتر مُربع، في حين يتصدى لحُكمها مجلس الجزيرة المُنتخب، وعُمدتها، وحاكمها.لا حديث عن مستويات المعيشة في «بيتكيرن»، إذ تعتمد الحكومة في مصادر دخلها على الزراعة والسياحة وجمع العسل، وكذلك بيع الطوابع للسيّاح المُتعاطفين مع الجزبرة المُهددة بالهجر، وفي حين يقدر دخل الفرد بـ6آلاف دولار نيوزيلندي، تقدر الحكومة ما يحتاجه الفرد بما يزيد عن 9آلاف دولار نيوزيلندي.أما فيم يخُص اصطحاب الأطفال للجزيرة، فإن إجراءات خاصة وتأشيرات تنطوي على بحث حالة من قبل حاكم الجزيرة لكُل الأطفال طالبي الهجرة تحت سن 16 عامًا، مع وعد بتقديم مستوى صحي وتلعيمي جيد، حيث توجد مدرسة تقدم خدمة تعليمية للطلاب السبعة الموجودين حاليًا في الجزيرة، ومستوصف صحي فيه طبيب مقيم يقوم على صحة سكان الجزيرة.
كيف أُسافِر؟
بالرغم من أن جزيرة «بيتكيرن» لا تشتمل على ميناء جوي، أو بحريّ، ما يجعل الطيران أو السفر المُباشر إليها شبه مهمة مُستحيلة، إلا أن تجربة السفر إلى الجزيرة من التجارب المميزة. فلكي تُسافر إلى الجزيرة البريطانية يمكنك أن تأخذ الطائرة إلى أقرب جزيرة منها تشتمل على ميناء جوي، ومن هناك يمكن انتظار السفينة «إم في – كلايمور||»، والتي تأتي كُل ثلاثة أشهر لتقِل الزوار إلى الجزيرة.
جدير بالذكر، أن أحد شروط السفر إلى الجزيرة، أن يحتوى حسابك في البنك على 30 ألف دولار نيوزيلندي، والدولار النيوزيلندي تُقدر قيمته بحوالي دولار ونصف الدولار.