الخميس، 19 يناير 2017

قصتي مع الهجرة الغير الشرعية من تركيا إلى أوروبا : الجزء 1



بعد تفكير ليس بالطويل و في أحد أيام شهر جوان شددت الرحال إلى مطار هواري بومدين الدولي للسفر نحو تركيا دخلت إلى المطار باكرا قبل الرحلة بستة ساعات لا أعرف لما ربما لأنني كنت مستعجلا للسفر كان هناك ما يدفعني إلى الأمام جلست منتظرا في الصالة هناك إقترب مني صبيان بنت و ولد صغيران بعمر الزهور حينها كان أحد الأصدقاء يتصل بي ليتفقد أحوالي عبر مكالمة مرئيّة فأدخل الصبي رأسه أمام الهاتف و لحقت به أخته أيضا و أخذى مني الهاتف و قطعا الإتصال و أخذا يلتقطان صور لهما و لاعبتهما قليلا و طبعا أعادا لي الهاتف بلطف و إبتسامة بريئة و بعدها إنتقلت إلى المصلى أقمت صلاة المغرب و العشاء و توكلت على الله و أخذت حقيبتي و سرت على بركة الله و لما وصلت إلى شرطي المكلف بختم الخروج بدأ ينظر إليّ نظرة لم تكن تعجبني و كأن حديثا ما بداخله يريد قوله 
قال لي : لقد سبق و أن ذهبت إلى تركيا 
قلت : نعم 
قال : هل تعرف أسطنبول جيدا 
قلت ؛ بما فيه الكفاية لأسير أموري و قلت أيضا لما السؤال 
قال : هناك شاب صغير ذاهب إلى تركيا في جولة سياحية 
قلت ؛ نعم فتركيا جميلة جدا 
فقال :لا أعتقد أن هناك مشكلة إن رافقك في رحلتك لتتآنسا في الطريق حينها خَيل إليّ أنني ذاهب إلى تركيا مشيا على الأقدام و ليس بالطائرة حتى يأنسني رفيق في رحلة تدوم حوالي ثلاثة ساعات .
قلت ؛ قلت لا مشكلة في ذلك و بعدها أعطى لي ورقة فندق الشاب لأوصله إليه و من حسن حظي أنني أعرف موقع الفندق فهو بعيد عن محطة الحافلات بعشرة دقائق 
و حملت حقيبتي و جوازي و إلتقيت بالشاب و والده و شخص آخر ربما يكون أخا له و ربما لا أو أحد معارف والده الشخص الآخر كان جمركيا فقال لي تعال فذهبت نحوه فأخذ يوصيني به و قال كم ستبقى بتركيا قلت عشرين يوما 


قال ؛ عمل أو سياحة رددت بالإثنين معا ،
المهم إستقلينا الطائرة و وصلت إلى تركيا في ساعة الرابعة و النصف أو شيئ من هذا القبيل و إنتظرت حتى السادسة صباحا و إستقليت المترو و أوصلت الشاب إلى فندقه و أخذت معه صورة أمامه و قال لي عطلة سعيدة فقلت له أنني لست في عطلة و أنا في رحلة نحو أوروبا فتمنى لي الحظ السعيد و تمنيت له عطلة سعيدة و إفترقنا و سرت نحو المحطة و قصصت تذكرة إلى إزمير في رحلة تدوم حوالي عشرة ساعات 

2-  بعد قضائي ليلة و نصف يوم نائما إستيقظت بعد منتصف النهار بساعة تركت البيت لأتجول بالمدينة كانت هناك حديقة يأسرني جمالها الطبيعي كل شيئ في تركيا يأسرك المعمار و الشجر و المساجد و كل ماهو موجود يجعلك تتمعن النظر . 
حتى الأتراك أنفسهم شعب لطيف و محب ، مثقف جميل . الجو هناك حار جدا صيفا إلى درجة لا تطاق إذ أحيانا تبلغ 46 درجة و بعدها بيومين يحل علينا الشهر الفضيل ' شهر رمضان و إلتقيت بشباب من المهاجرين غير الشرعيين من منطقتي التي أقطن بها و تونسي و مغربي و فلسطيني و شاب من و لاية البويرة يقول عن نفسه أنه من العاصمة .
كانت أيامنا في رمضان صعبة نوعا ما لكنها مضت على أحسن ما يرام كنّا نستيقض مساءاً ننزل إلى المدينة ، هناك من يذهب إلى البحر و هناك من يتجول بحدائق المساحات الخضراء و ما أكثرها و أروعها بها تقريبا كل أصناف النباتات ، أما أنا كنت أجلس بأحد المقاهي بميدان بصمنة الشعبي تعرفت على صاحبها الذي كان كثيراً ما يتفقدني و يسألني عن أحوالي و مرة جائني بكأس من الشاي التركي و قدمه لي فإعتذرت منه و رفضته قال لي أنه مجاني و عربون محبة و صداقة منا نحن الأتراك قلت قبلت محبتك و صداقتك لكني آسف أيضا على رفض الشاي لأنني صائم بطبيعة الحال . 
هنا وقف للحظة و إعتذر مني ظنا منه أنني إنزعجت من الأمر و قال لم أعرف أنك صائم قلت لا مشكلة معي إطلاقا .
قال اليوم فطورك على حسابي و لا يمكنك الرفض فما كان مني إلا القبول فوافقت على ذلك ثم إنفرد لي بطاولة بالرصيف المقابل للمقهى و أجلسني بها بعيدا عن الناس لأنني صائم .
كنت أقضي معضم يومي هناك متصلا بالفايسبوك ليله و نهاره منتظرا إشارة من المهرب لتحضير نفسي للرحلة لأنني كنت في إتصال دائم معه إلى أن جاء اليوم و إتصل بي على حوالي الساعة 00:00  ليلا و قال: خذ جماعتك و إذهب إلى البيت الفلاني و نلتقي هناك لنذهب على بركة الله .
ذهبنا إلى المنزل و جهزت نفسي و إنطلقنا على حوالي الساعة 02:00 صباحا إلى مدينة çešme المطلة على البحر قاصدين جزيرة chois اليونانية كنّا 44 شخصا بيننا صبية و نساء سوريات و أفارقة من ذوي البشرة السوداء مع إحترامي لذوي البشرة السوداء و تقديري لهم . 
ذهبنا بسيارة من نوع بيجو boxer إلى غابة قريبة من الشاطئ نزل السائق و أطفأ الأنوار لفتح الباب الخلفي لننزل لكن لم يستطع فتحه حاول مرارا لكن أبى أن ينفتح ، بعدها جاء إلى الجانبي و نزلنا هنا جاءت سيارة ثانية مسرعة جدا فإصطدمت بها من الخلف و إنقلبت على الأشجار و فر الجميع تقريبا لضنهم في بادئ الأمر أنهم من الدرك التركي بل كانت السيارة التي تحمل القارب أنزلنا القارب من السيارة و تركناهم يقومونها و نزلنا إلى الشاطئ للقيام بما نجيده نحن الجزائريون بطبيعة الحال و كأننا خلقنا ( حراقة ) . 
نفخنا القارب و قومناه و ألقينا به إلى البحر يحتضنه و يحتضننا معه و سرنا على بركة الله مسافة 1000 متر أكثر أو أقل لتفاجئنا البحرية التركية قادمة من بعيد لم يمر وقت بالطويل حتى بدأت تظهر جليا فما كان منا إلأ العودة إلى الشاطئ . 
خبأنا القارب و المحرك و إختبأنا نراقب ذهابهم إلى أن ذهبوا و كان الصبح ينتشر فألغيت الرحلة و في طريق عودتنا فاجأنا الدرك التركي ففر الحميع تقريبا تائهين بين الأحراش أما أنا فجائني دركي كان قد ألقى القبض على إثنين طالبا مني الوقوف قائلا : Dur ,, Dur فقال لي أحد الشباب أهرب أهرب لم أفكر كثيرا إلى أين أهرب في الغابة و أنا صائم و متعب فقلت لم أهرب فأنا لم أفعل أي شيئ تقريبا سوى أنني قمت بمحاولة الحرقة فلم أعزه إهتماما و وقفت جائني الدركي قائلا إجلس على الأرض ، على الأرض جلست ثم أجرى إتصالا و جاءت سيارة و نقلتنا جميعا تقريبا إلا من فر فقد فوت على نفسه رحلة عودة إلى إزمير مجانية 
و كانت هذه أول رحلة فاشلة من أصل أربعة نتطرق للبقية لاحقاً إن شاء الله لضيق الوقت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق