دخلت الفندق وسألت موظفة الاستقبال حول امكانية ترك بعض الأجهزة عندها فقالت لا مانع، نسيت هاتفي قرب المكتب وانصرفت لاكتشاف شارع آخر، احس بخفة زائدة بعد مساج القدمين، لكن بدأت اعطس بشدة لأن جو شينجن رطب فقلت سيصيبني الزكام، بينما أنا امشي ظهرت لي صيدلية امامي دخلت اليها لاشتري الدواء فلم أجد احدا يتكلم الإنجليزية الصيدلية مصففة بعناية كبيرة جدا مثل السوق الممتاز اختر ما تريد وادفع عند الخروج، ادا احتجت إستشارة أو معلومات 6 صيادلة وطبيب في الخدمة، الصيدلية مقسمة إلى جهتين جهة للأدوية الكيميائية وجهة لأدوية الأعشاب أو الطب البديل اختر ما تريد، تكلمت معها فلم تفهم نادت صيدلي حياني بالانجليزية لكن بعدها انطفأ لا يعرف إلا هيلاو، فاشرت إلى انفي واصطنعت عطسة فتبين انه فهم مرضي واخدني إلى جناح الجهاز التنفسي قال لي بالإشارة اعزل وتخير قلت له شيشيا يعني شكرا بالصينية، اخدت اكياس فيتامين س ب 15 درهم وابتلعني الشارع من جديد،هناك لوحة مكتوب عليها حلال وصلت إليها لأجد مطعم للأكل الحلال مملوء بالصينيين والأجانب على حد سواء صاحبه شاب هندي القيت التحية الإسلامية فردها، جلست فقدملي مثل الحريرة عبارة عن ماء واعشاب وملح كان لذيدا ثم وضع كتاب امامي لاختار ما اريد، لحم محمر وصحن لوبيا وبصل وجزر بثلاثين درهما، الاكل فيه كثير من الفلفل لا تخلو وجبة من الفلفل الحار أبدا اضن انني بدات اتعود عليه لم أعد اتعرق واتلون كالحرباء، وانا عائد في الجانب المقابل رأيت مسجدا، قبل الباب يوجد مكان الوضوء تخلع حداءك وتضعه في مكان خاص به ثم تدخل لمكان الوضوء مجهز بكل ما يلزم صابون ودش وماء ساخن، وانت خارج من الوضوء تمر على جهاز ينبعث منه هواء قوي وساخن ينشفك في طرفة عين ثم تدخل إلى المسجد، في الداخل مكتب خاص بالقيم على المسجد يتلقى فيه الاقتراحات والتبرعات وأسئلة الناس ويمنح الكتب الإسلامية المترجمة للصينية وهناك أيضا اطفال يحفظون القرآن ،بعض الأجانب ممددين في المسجد يأخذون قسطا من الراحة بعد يوم طويل من الجري في بلاد الصين، ادا كل شيئ موجود مسجد مطاعم اسلامية فواكه وخضر،لماذا كانوا يقولون انك ستجد مشكل مع الأكل ويجب عليك اخد التمر والطون معك كي لا تنقرض من الجوع، اضن انهم لم يغامروا بل دهبوا بمعية اناس لا يعرفون إلا الفندق والمراكز التجارية، بعد 3 ساعات رجعت إلى الفندق فوجدت هاتفي المنسي في مكانه لم يتزحزح رغم أن عشرات الزبناء مروا من هناك فالسرقة قليلة جدا والقانون زجري جدا فبعض المسؤولين حكم عليهم بالإعدام عندما وضعوا ايديهم على المال العام، لكن في المغرب أكثر اللصوص حصلوا على ترقيات وتهاني لنجاحهم في ارسال الملايير في أمان إلى سويسرا أو تبييضها وتمليكها للزوجة والاصهار، شكرت موضفة الإستقبال على هاتفي وتدحرجت لغرفتي وغططت في نوم أحلى من العسل بسبب التعب والتفكير والمقارنة، في الصباح أرسلت لي الفتاة رسالة إن كنت أريد تناول الغذاء في منزلهم فرددت بالإيجاب بعد ساعة اتت وزوجها ركبنا الباص، نقي وجديد كراسي مريحة شاشات تلفاز تبث برامج واشهار خريطة الكترونية تبين اتجاه السير إضافة إلى مسجل صوتي يخبرك أين انت وما هي المحطة القادمة انجليزية وصينية،معظم الباصات طابقين أو ثلاثة وفي ذلك ذكاء كبير لتوفير الوقود ويقل عدد الباصات في الشوارع فيقل الازدحام المروري فعوض 30 يصبحون 10 ... بعد ثلاث محطات نزلنا،قطعنا الشارع ودخلنا للمنزل لأفاجأ بخمس عاملات ممن كن في استقبالي في الشركة فهن كلهن صديقات في العمل وقررن عمل غداء جماعي ودعوتي، كلهن يعرفن قليلا من الإنجليزية بحكم عملهن في البيع والشراء خارج الصين، تجادبنا اطراف الحديث في عدة مواضيع العمل الدين السياسة الزواج الدراسة تقاليد الناس في المغرب... الغداء كان عبارة عن ارز وحريرة معشبة وخضار فقد راعين أن يكون الأكل خال من اللحم ثم اتوا بالشاي الصيني المميز، ثم انطلقنا لاكتشاف مناطق أخرى فاخدوني إلى المعبد وهو ساحة مفتوحة بها بعض الأصنام ومجسمات لحيوانات يقفون امامهم ويجمعون ايديهم للتحية ويهمهمون ببعض الكلمات كتسبيح أو ما شابه، فقلت ما هاته الأصنام التي انتم لها عاكفين، قالوا وجدنا آبائنا لها عابدين، فقلت إنكم لفي ضلال مبين، سألتهم من صنع هاته الأصنام؟ قالوا نحن، قلت الاله يخلق ويصنع ولا يصنعه أحد والا كيف يكون الها، انتم برعتم في العلوم والتكنولوجيا لكنكم اغبياء مثل قريش قبل الإسلام، الإله يجب أن يكون أقوى من كل المخلوقات ولذلك لا نستطيع إدراكه إلا بالإيمان به وأثره في مخلوقاته، فكيف لهذا الصنم المنشور امامنا أن يرزقنا ويرحمنا وهو عاجز عن طرد الذباب الدي يتبرز فوق وجهه، فرأيت دهشة كبيرة على وجوههن كأنني صدمتهن بمنطق الكلام، فقلن هذا كلام منطقي وجميل لكن أين هو الله؟ قلت لمعرفته والوصول إليه لا بد من منهج صحيح مثلا عندما تصنعن هاته الروباتات هل تطبعون معها كتاب لكيفية الاستعمال أم يترك ذلك لحدس وتخمين الزبون؟ قلن ضروري من كيفية الإستعمال والا فسد الروبوت، فقلت فكدلك الدين عنده كتاب منزل على الرسل ولا يوجد كتاب لم يخضع للتغيير والتزوير إلا القرآن الكريم، فزادت دهشتهن واعطيتهن بعض مواقع الإسلام بالصينية والانجليزية وشكرنني، ثم اخدنا الميترو تحت الأرض لزيارة حديقة على شاطئ البحر، الميترو على عمق كبير جدا اضن 50 مترا تحت الأرض البنية التحتية صلبة للغاية ومجهزة لكل أنواع الكوارث حتى عندما يسقط المطر بغزارة يبلع في حينه ليخزن في مستودعات ضخمة ليعاد استعماله في الشرب والري، تقف أمام شاشة فيها خريطة للمدينة كلها فتحدد باصبعك مكان الانطلاق والوصول فيقتطع الثمن ويرد الصرف ويعطيك قرص بلاستيك هو تذكرة الميترو، قبل الوصول الى المترو هناك جهاز تفتيش دقيق تفاديا لاي مشاكل، بدوت لهم غريبا فاخدوني إلى مكتب في الداخل قلت (مشيت فيها)، والصينيات يرقبنني باعينهن الضيقة، واعتقو الروح اخواتتي ههه لا حياة لمن تنادي فتش كل ملابسي طلب الجواز وقال يالله تكركب اوماتعاودش فقلت يحفظك خويا البوليسي الشنوي ههه، يجب أن تضع تلك القطعة البلاستيكية على الجهاز فيفتح حاجز المرور فلن تستطيع ابدا سرقة الميترو إلا إذا كنت سبيدرمان، لم أضع القطعة البلاستيكية فاصطدمت بالحاجز فطلبت موضفة هناك مني أن اتراجع فضننت انها تمنعني من المرور فقلت في نفسي مالكم اهاد الشنوا حاكريني شنو درت ليكم، اودي راه انا لي مزال عروبي ، اشارت لي احداهن أن أضع القطعة على الحاجز فوضعتها واطلق الله سراحي، هناك سكتين للمترو على اليمين واليسار، ركبنا وانطلق بسرعة البرق خريطة الكترونية وورقية على الجانبين سهم في الخريطة يقول لك انت الان هنا والمحطة القادمة اسمها كذا وكلما قطعت محطة أصبح لونها أخضر المحطات القادمة باللون الأحمر، إضافة الى الشريط الصوتي للمكفوفين أو لمن لا يعرف القراءة ،مسالة المقارنة دائما حاضرة امتطي آلة الزمن رجوعا الى المغرب وأرجع بسرعة الضوء إلى المستقبل لذلك فالعديد من الأفارقة والعرب يصابون بصدمة حضارية وهو مرض نفسي شائع فلن يستطيع عقلك التحمل ويهرب لك لفريخ، لذلك نصيحة لمن يريد الخروج إلى الدول المتقدمة أن يطلع على حضارتهم في الافلام والوثائقيات كي يستأنس قليلا، عند مغادرة المترو في الحاجز الأخير يجب وضع قرص البلاستيك في فتحة الحاجز وإلا بقيت هناك محتجز، نفس القرص يستعمله مسافر آخر وهكدا يوفرون ثمن طباعة تذاكر السفر، نزلنا فادا نحن أمام حديقة رائعة الجمال رسومات وأشكال بالزهور والأشجار وجداول وبرك للماء، العاب للاطفال وحيوانات مختلفة... الناس يمشون بهدوء عكس داخل المدينة وأماكن العمل، بعد مدة من الزمن والتقاط بعض الصور، ركبنا الميترو وعدنا ادراجنا كل إلى وجهته.
اتصلت بشركة متخصصة في إصلاح الهاردسك واسترجاع الملفات المحذوفة من اجل شراء جهاز من عندهم واخد معلومات واسرار للكارت، الشركة تقع في مدينة ووهان قرب بيكين، فقالوا خد القطار السريع واتصل بنا عند الوصول، استشرت مع الفتاة التي في مصنع الروبوت فقالت بأن السفر هناك صعب لأنه بعيد إضافة إلى انني سأجد مشكلة في أخد تذكرة القطار لأن هناك قليل من يتكلم الإنجليزية ويجب تبديل القطار في مدينة اخرى وادا نمت أو غفلت ستبقى هناك إلى اليوم الموالي... قلت لها بدأ السفر مغامرة وسينتهي كذلك، فلم تصدق انني سافعلها، اخدت الميترو حوالي الخامسة مساءً وصلت السادسة، المحطة ضخمة جدا مثل المطار بدأت احملق في جميع الإتجاهات اي اتجاه أو طابور يجب أن اتواجد فيه بدأت كلمات الفتاة ترن في رأسي واقيلا غادي نتلف هنا قبل أن أجد القطار، سألت موضف هناك قلت له مدينة ووهان فتكلم بالصينية لم اقشع شيئا، سألت موظفة فقالت ارجع للخلف حتى يحين دورك، بعد 20 دقيقة جاء دوري اعطيتها جواز السفر فقالت أين تريد الذهاب قلت ووهان فقالت ليس هنا(اويلي فين) بقيت نصف ساعة على قدوم القطار ،قالت في الجهة الأخرى دهبت مسرعا إلى الجهة الأخرى سألت موضفة قالت شد الصف قلت لها قبل أن أقف في الصف هل هنا تذاكر ووهان؟قالت نعم، الحمد لله، الطابور كان طويلا وبقي فقط 20 دقيقة فبقيت واقفا حتى بقيت 5 دقائق فتيقنت أن القطار سيهرب مني فهرعت إلى الموظفة والححت عليها ( انا مزاوك راني غريب اوبراني) فرفضت خوفا من الواقفين في الطابور فبدأت كأنني اتخاصم فجاء موضف الأمن وحاول ابعادي فقلت له لا تمسني أريد فقط تذكرة انا من بلد بعيد وعندي موعد مع شركة غدا مساء... فتدخلت إحدى الموظفات وطلبت من الواقفين في الطابور ان كانوا يسمحون لي باخد التذكرة فقالوا لا مانع باينا فيك عربي ماشي مشكل، فقلت لهم الله يحفظكم لو كنتم في المغرب لطهت لكم جدتي قصعة كسكس، اعطتني التدكرة وانطلقت كالسهم خرجت القطار يغلق أبوابه استعدادا للمغادرة، من فضلك من فضلك يا اخ الصين افتح الباب ففتح الباب وحمدت الله أنني ركبت، نظرت إلى التذكرة وجدت الرقم 26 بحثت عنه وجلست، وأنا جالس ادا برجل يكلمني بالصينية كأنه يقول لي انهض، لا يعرف الإنجليزية، ماذا تريد يا هذا؟ فبقينا كالقط والفأر والناس ينظرون حتى أتى واحد من موظفي القطار وطلب مني التذكرة وقال لي بان رقم الكرسي صحيح لكن رقم المقطورة غير صحيح يالهوي ماذا فعلت فقال لي اتبعني فاستسمحت اخونا الدي استحوذت له على مكانه وتبعت صاحبنا فوجدت أن مكاني احسن من الاول فهو عبارة عن مقصورة فيها أربعة اسرة وطاولة ومقابس لشحن الهاتف فشكرته على توصيلي وقال انا في الخدمة ادا احتجتني، سير امول التران الله يرضي عليك، خرجت إلى الممر امام المقصورة ووقفت قرب النافذة أنوار الكهرباء ساطعة في كل مكان رغم ضلام الليل لا زال الناس يتحركون من المصانع والمعامل والحقول في اتجاه مساكنهم، قطع مشاهدتي تحية بالإنجليزية استدرت فوجدت امرأة جميلة ذات ملامح بريطانية رددت التحية فسالتني إن كنت عربيا فقلت مازحا انا من أستراليا قالت شكلك عربي فقلت نعم لكن عيناي استراليتان فقالت نعم صحيح انطلت عليها المزحة هه، فقلت أنا مغربي فقالت اهه هه يس عرفت، قلت اودي راني عارفك عارفا غ كندوخ اوصافي، تجادبنا اطراف الحديث لماذا اتيت إلى الصين وما عملك وأين تذهب إلخ اعجبتها مغامراتي وسالت إن كان بامكاني زيارة بريطانيا فقلت تاشيرتهم فيها نوع من الصعوبة لأنهم يخافون العرب أن يستعمروا بريطانيا فضحكت، قلت لكن هناك حل سريع تدخلين الإسلام ونتزوج وندهب إلى بريطانيا فقهقهت من الضحك وقالت بكل هاته السهولة قلت وما الصعوبة في ذلك قالت عائلتي لا يحبون تبديل ديني وسادخل معهم في مواجهة لا أعرف نهايتها قلت ادا كنت على الدين الصحيح لا تخافي سينصرك الله قالت صحيح، دخلت واتت بالقهوة فقالت بأن حديثي يعجبها وأنها مسافرة كأنها هاربة من واقعها رغم انها موظفة وعندها كل ما تتمناه لكن تحس بفراغ وضياع فقلت اودي اجي تشوفي الفراغ والضياع ديال بصاح فمروكو، قلت عندك فراغ روحي انت تبحثين عن المعنى والهدف من حياتك فقالت بالظبط هدا ما اريده، فقلت لها ابحثي عن الدين الحق ربما هداك الله فنحن ايضا نبحث عما تبحثين عنه منا من يسر الله له ومنا من ينتظر ، بقينا حوالي ثلاث ساعات في تقرقيب الناب، فطلبت مني بضرورة ان نبقى على اتصال فقلت ان شاء الله اعطتني الهاتف والايمايل لكني فقدتهم لا اعرف اين، في القطار توجد شاشة كبيرة في كل مقصورة تعطيك سرعة القطار ودرجة الحرارة والساعة ومعلومات اخرى، كان يسير ب 500 كيلو في الساعة، بعد احساس كبير بالتعب نمت فرأيت في المنام أن القطار لم يقف لي كي أنزل ففزعت من النوم ووجدت انه مازال بعيدا عن وقت الوصول، ثم غططت مرة أخرى في نوم عميق حتى حوالي التاسعة صباحا،استيقظت أيضا فزعا ربما هرب بي القطار حملقت في الشاشة لا زلت بعيدا عن زمن الوصول، أطل من النافذة آلاف من الكيلومترات الزراعية والمصانع والمعامل، غابات كثيفة وديان وانهار فلاحين وبسطاء يلعبون مع اطفالهم بيوت بسيطة وقصور فخمة على مرمى سكة الحديد، تبدو الحياة جميلة و هادئة عكس المدينة الناس تهرول كأنه يوم الحشر، بعد 20 ساعة في القطار أخيرا اقتربت من الوصول، وصلتني رسالة من فتاة الروبوتات تقول بانها حوالت مرارا وتكرارا الإتصال بي فلم تفلح وانها خائفة أن اكون قد ضعت في بلد المليار وأكثر من النصف، فاجبتها بأنني كنت نائما ولا تخافي لن اضيع هنا إنما جئت من بلد الضياع حيث معظم الشباب منشورون في المقاهي يرقبون الشابات المنشورات المائلات المميلات في الشوارع، ارسلت رسالة إلى الشركة بأنني قريب من الوصول فردوا علي بأنهم ينتظرونني قرب المحطة، نزلت و عند خروجي من باب المحطة نادتني فتاة باسمي رغم انها لم تنطقه صحيحا التقطت أدني سين فقط ، ركبت كالعادة سياراتهم فاخرة ويقود بي عمك المدير لكن معظم المدراء لا يعرفون الإنجليزية يوظفون فتيات للتواصل مع الخارج، المدير يسأل والفتاة تترجم قالت بأنه معجب جدا بك لاستطاعتك الوصول إلى هنا لوحدك وأنه لم يرى عربي هنا من قبل فقلت في نفسي ادا أنا فاتح هاته المدينة ويجب أن تسمى باسمي ههه بعد حوالي ساعة وصلنا، المدينة باردة جدا ربما ناقص 15 أصبح وجهي ازرقا كأن الدم تجمد فيه صعدنا السنسور ودخلنا الشركة 5 شبان و6 شابات عندما دخلت وقفن جميعا لتحيتي والابتسامة تعلوا وجوههم هي عادة الصينيين مع كل اجنبي وخاصة ادا شموا فيه المرقة والزرقة، اتفقنا على دروس سريعة في 3 ايام ب 15 الف درهم، طلب مني المدير إن كنت أريد الاكل قلت نعم اخدني إلى مطعم حلال قريب من الشركة وجدت فيه عائلة مسلمة هي من تملكه عندهم طفل صغير وجميل منذ أن دخلت وهو يحنزز في لأنني مختلف عنهم فعيناي واسعتان وليست ضيقتان مثلهم، شاب هناك يصنع الشوربة ياخد العجينة ويقوم بتدويرها بحركات سريعة فإذا هي خيوط رقيقة ثم يقطعها بالسكين ويرميها في طنجرة كبيرة فإذا هي جاهزة للاكل لذيدة، أعجبني ما يفعله فصورته واخدنا صورة جماعية دون أن ننسى الطفل المحنزز، دفعت للفندق 3 ايام ، في اليوم الثالث عندما نزلت لاتغدى مررت قرب مطعم صيني فرأيت رجلا يغسل كلبا بالفرشاة والصابون قد حرق جلده على النار كما نفعل نحن برأس الخروف فصدمت لانني لم ارى ذلك من قبل رغم انني سمعت انهم يأكلون الكلاب، فلم استطع تناول الغذاء ورجعت للشركة، في اليوم الرابع دهبت لاتجول في المدينة دخلت مركز تجاري ضخم جدا ورخيص أيضا فيه كل ما تتخيل ولا تتخيل تعبا قدماي بكثرة الصعود والهبوط في سلالمه المتحركة اشتريت ابريقين يعملان بالكهرباء وبعض الأشياء الأخرى وانصرفت وراسي يطنطن قائلا لو عندي القدرة لحولت كل هاته الاشياء إلى المغرب نبرع العيالات ندير ليهم promotion لن ينسوه ابدا، ولكن ما بيدي حيلة مع الاسف، (لي ما شرا يتنزه) حجزولي القطار من الشركة واوصلوني وودعوني وطلبوا مني أن نبقى على اتصال ادا احتجت شيئا أو اردت المجيء مرة اخرى، عندما اقتربت من شنجن اتصلوا بي للاطمئنان على وصولي بأمان، وجدت أيضاً مدير الشركة والفتاة في انتظاري، يتفحصونني ويدققون النظر في وجهي باعينهم الضيقة متعجبين كيف غامرت بالسفر إلى مدينة بعيدة لوحدي متحديا جميع المعيقات ورجعت في أمان بفضل الله، فقلت في نفسي انتم لا تعرفون جدي ابن بطوطة فقد جاب نصف العالم على رجليه وعلى البغال والحمير والجمال متحديا قطاع الطرق والمصاعب والاهوال والأكثر والاغرب من ذلك انه كان يبلغ الاسلام ويعلم الناس ويتزوج ربما له اولاد كثر مشتتين في قارة آسيا، قطع تفكيري صوت الفتاة سائلة ان كنت قد استفدت من سفرك إلى ووهان فاجبت بطبيعة الحال السفر في حد ذاته خبرة واستفادة، اوصلوني إلى الفندق على اساس ان اذهب في اليوم الموالي لشحن الروبوت وإرساله إلى الباخرة، المطر يسقط بغزارة والجو بارد جدا لكن الفندق مجهز بجهاز تسخين، في الصباح قصدت الشركة دخلت فوجدت العاملين ينظرون الي بتمعن فسالت الفتاة ان كان مظهري غريب أو شيئا ما فضحكت وقالت لا ولكن حكيت لهم كيف سافرت لوحدك بالقطار ورجعت في أمان فهم متعجبون كيف لاجنبي أن يذهب ويجئ في بلد كبيرة فمعظم السياح يكون معهم مرشد يقودهم، قاموا باخد صور تذكارية معي وشربنا الشاي ودفعت ثمن الروبوت واعادوني إلى الفندق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق