خرجت للعشاء عند الشيخ الذي يشوي الدجاج وجدت 5 اشخاص جالسين عنده ملامحهم عربية، السلام عليكم يا إخوان العرب كيف حالكم تمام؟ اجابوني والابتسامة على وجوههم الحمد لله، قلت دعوني اخمن من اي الأقطار انتم، فيكم إثنان يمنيان واثنان مصريان وواحد سوداني، أجاب مصري الله عليك يا باشا كأنك عراف قلت اعوذ بالله إن هو إلا التخمين والحدس، قال واحد من اليمنيين أنت اما مغربي أو جزائري قلت ما شاء الله عليك، اخوك من مغرب الشمس، دعوني للجلوس معهم فجلست متسائلا ماذا تفعلون في بلاد التنين؟ فحكى كل واحد قصته معظمهم اساتذة استقالوا من الوظيفة واتجهوا للعمل الحر لأن الوظيفة لا تكفيهم حسب قولهم، حكيت لهم قصتي فاعجبوا بها قائلين نحن جئنا مجموعة كي لا نضيع هنا، تبادلنا الحديث في كثير من المواضيع وطلبوا مني زيارة بلدانهم عندما استطيع اخدت عناوينهم وشكرتهم وانصرفت، في الصباح دهبت لشراء بعض المستلزمات وعندما تعبت دخلت ماكدونالد وأنا جالس حياني شاب بالإنجليزية وطلب مني نصف دولار قلت لماذا قال أريد أن اشرب القهوة بالحليب وليس عندي مال الآن، اعطيته ما طلب وأتى بالقهوة وجلس معي، من اين انت يا اخي في الإنسانية؟ قال من كندا (هاااكاك) وكيف تقطع بك الحبل هنا؟ قال أنا متزوج صينية كنت اضرب على البيانو في الحفلات والمناسبات وكنت اتقاضى اجرا كبيرا لكن الآن كثر من يقومون بنفس المهنة ولم أعد اشتغل جيدا لكن زوجتي تشتغل فقلت له نعم الرجل أنت، نتا لي جات معاك شينوية خدامة عليك سعداتك، هناك في ماكدونالد بنصف دولار تستطيع شرب العدد الذي تريد من القهوة مع الحليب فصديقنا الكندي منذ أن جلسنا شرب حوالي 6 كؤوس كانه يرميهم في بئر وانا لم استطع اكمال واحد، قال انه يحب كثيرا القهوة بالحليب فقلت له لأنها فابور فضحك ضحكة الذئب، اخدنا بعض الصور التذكارية وودعته وقلت له اشرب حتى تنفجر ههه،وأنا امشي في الشارع دخلت صدفة إلى مركز كبير لبيع الحلي والمجوهرات فهالني ما رأيت وبدأت اقرص جلدي لأتأكد انني لا احلم فتيات غاية في الجمال انتقوهم بعناية فائقة مع اضافة كثير من بهارات مساحيق التجميل واللباس وتصنع الكلام والحركات المتكسرة كل ذلك ليشتري الزبون الذهب دون أن يشعر ويقف مشدوها كأنما ضرب برصاصة، الحمد لله لم يكن عندي إلا قليل من المال وإلا اشتريت الحلي دون أن أشعر ههه، خرجت وأنا أقول اللهم إني أعوذ بك من الفتن ما ضهر منها وما بطن فهدا مركز للفتنة وجدتها وخالتها..
دهبت لمركز بيع الهواتف، ملايين الهواتف على كل الأشكال والأنواع معروضة أمامك تحس برأسك يؤلمك بكثرة ما ترى من التكنولوجيا ولأن النفس طماعة تقول لو كان بإمكاني أن اجرب كل هاته الاشياء وآخد من كل فن طرف، وأنا مار قرب واحد من الباعة عرض علي هاتف سامسونج بثمن مغري جدا فجربته ودخلت الإنترنت الكل تمام، لكن عندما دهبت الى الفندق اخدت الرقم التسلسلي وأردت أن اعرف هل هو اصلي أم مزور أدخلت الرقم في الموقع فلم يعرفه ثم اردت تحميل بعض البرامج فلم استطع ، ادا خدعني باك الشنوي، ارسلت رسالة للفتاة في الشركة حكيت لها ما وقع لي فقالت اجرك على الله فقد نصب عليك وباعك هاتف مزور ولن تستطيع استرداد مالك حتى لو اتيت بالشرطة، يا عين يا ليل، وخا اسي الشنوي نجي من مغرب الشمس إلى مشرقها لتنصب علي، إما أنا أو انت في هاته البلاد، رجعت إليه فلم اقل له الهاتف مزور إنما قلت له فقط أنني لا أستطيع تحميل الواتساب من البلاي ستور، فبدأ يحملق يمينا ويسارا أخد الهاتف وبدت على وجهه الجدية كأن لسان حاله يقول هذا امر سهل وانت لا تفهم، فقلت في نفسي لنرى، اتصل بالانترنت وحاول مراراً وتكرارا ولم يفلح سأل صديق له حاول هو أيضاً دون جدوى وأنا جالس أمامهم كالتلميذ المهذب في اول يوم دراسي له لا اهش ولا انش، فقال لي هذا الهاتف لا يدخل إلى البلاي ستور، اجبته كيف لهاتف اصلي أن لا يشغل جميع البرامج ؟فتلعثم في الكلام وقال لي هو اصلي لكن صيني هه فقلت انا ﻻ يهمني لا صيني ولا صينية كل ما يهمني أن يشتغل كهواتف سامسونغ فلم يجد جوابا، بعد قليل من الزمن قال لي اعطيك ايباد مكانه قلت انا اريد هاتف سامسونج s5 ولن اقوم من مقامي هذا حتى آخد الأصلي او تعطيني مالي ولو بقيت هنا يومين فلا تراهن على أن ايأس أو اتعب حنا مغاربة راسنا قاسح، فقال إن المدير ليس هنا ليعطيك مالك فقلت له انا لا اعرف المدير انت الذي بعتني فتدبر أمرك، فبدأ يراهن على أن اتعب فذهب وبقيت هناك جالس ثلاث ساعات وفي الأخير أتى بعد أن تأكد انني معتصم مضرب عن الطعام، فقال لي ادا اردت الاصلي يجب أن تزيدني المال،فقلت وكم؟ قال 400 درهم فكان ثمن الهاتف 1500 وفي المغرب 3800 ، وافقت واخدت الهاتف وجربته وتحققت انه اصلي من الأنترنت وقال لي أنني خاسر في هذا الهاتف وما اعطيته لك إلا لأنني تأكدت أنك ستبقى جالس في المحل أو تفعل شيئاً ما لا تحمد عقباه فقلت هذا جزاء من يغش الناس ، تعجبت الفتاة كيف استطعت انتزاع هاتف اصلي منه وقالت ان ثمنه أغلى بكثير فقلت العرب عندهم اخلاق وأدب لكن عندهم حيل ومكر لاخد حقهم ونحن لا نحب الشمتة... نصيحة لكل زوار الصين سواء سياح أو تجار أن يحذروا النصابة والغشاشين فبعض السلع نسخة من الاصلي لكن مظهرها مثل الاصلي تماما لن تستطيع التفريق بينهم إلا عندما تستعملهم، ولمن استعان بصينية أو صيني في الشراء يجب أن يحذر أيضا فعندما يتكلم مع البائع بلغتهم يطلب منه ان يترك له نصيبه من الصفقة ويبدو لك انه يتشطر لك لكن تكون تمثيلية ويقنعك بأن تشتري منه، فمن الأحسن عدم الإستعانة بهم اصلا وكن دليل نفسك واسأل وقارن الاثمنة وجودة السلعة.
حجزت سيارة عبر الانترنت تاخدني من شينجن إلى هونكونغ ب 400 درهم، في الصباح تلقيت مكالمة من سائق السيارة بأنه أمام الفندق ودعت موظفة الفندق وارجعتلي مال الضمانة 100 درهم لكل يوم ، السيارة كالعادة فاخرة اخدني وحدي إلى المطار في ثلاث ساعات عبر الطريق السيار، كل شئ منظم ومنسق المجال الأخضر كثيف جدا كأنك في غابة الورود على طول الطريق، اعمدة الإنارة فوقها مثل المروحة تدور فتنتج طاقة لاضاءة المصباح ليلا ومنهم من يضعون فوقهم لوحة صغيرة لإنتاج الطاقة الشمسية، تقريبا هكذا في كل المدن، فيوفرون مليارات الدولارات من الطاقة الشمسية والهوائية كما أن الدراجات النارية لا تشتغل بالبنزين بل بالطاقة الكهربائية المولدة من الدراجة نفسها، فلو كانت عندهم مثل شمسنا ورياحنا لاكتفوا ذاتيا وصدروا إلى باقي دول العالم، لم أحس بالطريق الرابطة بين المدينتين خاصة عندما دخلت هونكونغ فهي رائعة الجمال ونقية جدا حتى أنك تستحي أن ترمي بقايا حبة عباد الشمس في الارض، كنت احمل قنينة صغيرة من الماء وعندما شارفت على الإنتهاء اتاني صيني كبير في السن يعمل في النظافة وأشار إلى القنينة أن أضعها في سلة يأخذها معه ويلتقط أي شئ في الارض حتى العلكة عنده مثل السكين لينزعها من مكانها، معظم كبار السن نساء ورجال يعملون في النظافة تعرفهم بزيهم الجميل وغطاء الرأس المميز، ليس مثل العرب يفني الرجل ما تبقى من عمره في لعب الضامة والرامي اما النساء فيعملن في المخابرات العامة فلن يفلت لها اي خبر مهما صغر شأنه وتجدها بعض المرات حائرة تريد أن تعرف من هو ذلك الضيف الدي أتى عند بوشعيب فلن يهدأ لها بال حتى ترسل ابنة ابنها لتطلب قليل من الخميرة وتأتي لها بالخبر اليقين ههه، من باب المطار إلى منتصفه هناك طريق متحرك تقف فوقه وهو يمشي بك حتى مكاتب شركات الطيران، ركبنا ليلا كثير من الصينيين على متن الطائرة متوجهون إلى الخليج لجلب الاسثمارات ودراسة ما تحتاجه الاسواق من تقنيات جديدة، معظمهم في ايديهم كتب يقرؤنها أو مذكرات وايبادات يدونون فيها ما ينزل في رؤوسهم من أفكار، هناك صينية قربي تصنع ثوبا من الخيط تعمل بجد كانها لا تجد ما تلبس، يوجد أيضا عرب منهم من يحملق في المضيفات ومنهم من يتفرج في الأفلام في التلفاز أمامه وبعضهم يسمع القرآن، أكره صوت الطائرة الذي لا ينتهي 12 ساعة صوت واحد، المكان ضيق كي تنام فتقول لو انني امشي على حمار احسن من هاته الطائرة، على الأقل أنام وارتاح ادا تعبت وضهري لن يتقوس، ترى الكوابيس في المنام لأنه نوم غير مريح والمسافة طويلة، جاري غط في نوم عميق وأطلق أغنية راب من الشخير وأنا أكره الشخير لن انام ادا سمعته حاولت إيقاضه فيفتح عينه ويسكت قليلا ثم ينطلق بيتهوفن من جديد، نهضت وبحثت عن مكان آخر في وسط الطائرة وجلست رغم أن المضيفة لن تقبل، وصلنا قطر بعد أن أصبح وجهي مصفرا بالتعب وقلة النوم اخدت غطاء معي من الطائرة لأن المطار سيكون باردا ولن أستطيع النوم، ارتحت في الليل وركبنا 8 صباحا في اتجاه الدار البيضاء، الطائرة مختلطة صينيين ومغاربة واوروبيين وخليجيين، مضيف ومضيفة من المغرب، ركب قربي مغربي يعمل في قطر قد غزى الشيب رأسه بكثرة الهموم و المشاكل، زوجته والأولاد في المغرب وهو كل مدة يرجع، تعب من الطائرة ومن عدم الإستقرار لكن يقول الحمد لله على نعمة الصحة فهو احسن من كثيرين منتشرين في مقاهي المملكة الشريفة يتفلسفون ويتكلمون في السياسة أكثر من السياسيين انفسهم... عندما تهتز الطائرة و تهبط عن مسارها قليلا احس أنني اهوي كالمضليين ومعدتي كأنها خرجت من مكانها كثر ارتجاج الطائرة وبدأ الهلع والخوف يسيطر على الناس أنا أغمضت عيناي وقلت كما قال الذئب،في الماء أو التبن، الموت بسكتة قلبية أفضل من أن تهوي بك طائرة وهي ترتج وأنت تقول اما ساسقط في البحر أو سيتناثر لحمي فوق جبال تورا بورا فانت تذوق الموت كل لحظة بكثرة الرعب والضغط الدي تتعرض له، بدأت بعض الصينيات يصرخن وبعض العرب يكبرون ويطلبون الله وآخرون يطلبون الله بلغاتهم أنا قرأت كل ما احفظه من قرآن، تتمايل حتى اقول سأرمى إلى الجهة الاخرى من الطائرة، منهم من اصابتهم نوبة بكاء وهستيريا ربما تذكروا كثرة ذنوبهم أو اولادهم الصغار أو اموالهم المكنوزة في البنوك، أنظر إلى المضيفين والمضيفات واتعجب كيف انهم ساكنين لا يبدو عليهم كثير من الهلع والخوف وهم يطمئنون الناس، ربما لأنهم مروا بتجارب كثيرة مثل ما نحن فيه ونجوا، نحن فوق تونس والربان يطمئن الجميع ويقول بأن هناك كثير من المطبات الهوائية في مسارنا لذلك المرجو منكم شد احزمتكم والبقاء في أماكنكم وأن الوضع تحت السيطرة، اي سيطرة يا مول الطيارة وأنا احس كانني راكب في ارجوحة للاطفال، ذكرت الشهادة عدة مرات، عندما كانت تميل يمينا أو يسارا يصرخ الكل مرة واحدة، الربان يقول اننا سنهبط اضطراريا لكن الريح تمنعنا لانها قوية، ومادا نفعل ايها الربان هل نقفز؟ فبدأ ينزل قليلا كأنما يهبط مع الدرج ويحوم ثم يحوم وينزل قليلا وكلما نزل احس كأنني سقطت من الطابق الرابع وان أجزاء بطني غادروا امكنتهم، بعد حوالي نصف ساعة تقريبا من المحاولات وضعت الطائرة اخيرا رجليها على ارض المطار، الحمد لله لا زلت حيا ارزق، امشي على رجلي لأي مكان ولن اركب في بطن هدا الهيكل الحديدي المرعب، تعالت التصفيقات والتكبيرات وكلمات المديح للربان الدي كركبنا بسلام فوق اليابسة، الاجنبيات يعانقن من وجدنه قربهن ويبكين بكاء الفرح، الحمد لله لم تكن قربي احداهن والا كنت مثلت فيلم هندي ههه، بقينا حوالي ساعة على الارض حتى هدأ روعنا والتقطنا انفاسنا ثم حلقنا مرة اخرى صوب الدار البيضاء، طيلة الطريق كلما اهتزت اقول سيتكرر ما وقع في تونس لكن الحمد لله كانت هزات خفيفة، أنظر من النافذة فأرى بحر الدار البيضاء، رغم أننا دولة من العالم الثالث ورغم فقرنا ومشاكلنا إلا انك لا تستطيع أن تخفي حنينك وشوقك وفرحك عندما تنظر إلى أرضك وبلدك، هناك جاذبية كبيرة بينك وبين التراب الذي خلقت منه والارض التي ترعرعت فوقها، كلما انام أرى انني قادم من بلاد بعيدة وابحث عن أرضي وأرض اجدادي فابحث في عدة إتجاهات الى أن اراها امامي فأطير نحوها وأنا في غاية الفرح.
نزلنا في مطار محمد الخامس في أمان الله وحفظه يقف المضيفات صفا قرب سلم الخروج لتوديعنا بابتسامتهن الشبه مصطنعة مع كثير من العكر الفاسي، قالت لي واحدة بانجليزية متكسرة باي باي إلى المرة المقبلة، قلت لها إلى رجعت عكريلي قالت لماذا مع ضحكة عالية اجبتها سأذهب أولا وادبح عتروس لأنني ما زلت حيا ارزق بعد ذلك ادا قررت ركوب الطائرة ساشتري حبوبا منومة ههه
وصلنا الجمارك وما أدراك ما الجمارك ادا كنت من التجار أو ممن يشترون أكثر من ثلاث قطع من نفس النوع فستدفع لهم اكثر مما اشتريت به ليس هناك مقياس رغم أنه موجود على موقعهم، الجمركي حسب مزاجه واحد يقول له افتح امتعتك للتفتيش والآخر يقول له مر بسلام لا خوف عليك، كنت وراء رجل قطري قال له الجمركي تفضل فضنني أيضا قطري وقال لي تفضل ايضا كانت امتعتي كثيرة مملوءة بقطع الكمبيوتر الصغيرة وحتى جيوبي لو فتشني لارسلني إلى سجن عكاشة بتهمة محاولة صنع قنبلة فقلت للقطري الله يكثر صحاب البترول والغاز الطبيعي دزنا فوجهك، هناك شاب فتشوه تحت المجهر حتى حداءه تم نزعه وفتشوا جيوب سرواله، عندما وصل الروبوت وذهبت لاخده قالوا لي بأن هذا الجهاز يجب أن يرسل إلى فرنسا ليعملوا له التحليلات ربما تنبعث منه اشعة ضارة بجسم الإنسان، يا عين يا ليل على حب الجمركي وخوفه على صحتي، فقلت قد أدخله كثير من التقنيين ولم يرسلوه إلى باريس للتحاليل فقال هل تريد ان تتدخل في عملي قلت حاشا، ومتى سيرجع من باريس بالسلامة قال بعد شهر، يا حلاوة، فبدأت كل مدة اذهب فلم آخده إلا بعد ستة أشهر بعد أن دفعت 300% من ثمنه اشتريته بمليون ودفعت 3 مليون، ففهمت ماذا كان يقصد بالتحاليل في فرنسا، تغامر بحياتك ومالك إلى مشرق الدنيا كي تساهم في تطور بلادك وتخلق مناصب شغل لكثير من اليائسين من كثرة البطالة وفي الأخير يخرجون لك عينيك في الجمارك وغيرها من الإدارات، في الصين يوفرون لهم محال العمل والتجهيزات ودراسة المشروع والتشجيع ماديا ومعنويا لذلك يبدعون ويبتكرون...
أخيرا خرجت من المطار وأنا اتلفت ورائي خوفا أن يبدل الجمركي رأيه ويتبعني فلم اطمئن حتى ركبت القطار في إتجاه الرباط.
نزلنا في مطار محمد الخامس في أمان الله وحفظه يقف المضيفات صفا قرب سلم الخروج لتوديعنا بابتسامتهن الشبه مصطنعة مع كثير من العكر الفاسي، قالت لي واحدة بانجليزية متكسرة باي باي إلى المرة المقبلة، قلت لها إلى رجعت عكريلي قالت لماذا مع ضحكة عالية اجبتها سأذهب أولا وادبح عتروس لأنني ما زلت حيا ارزق بعد ذلك ادا قررت ركوب الطائرة ساشتري حبوبا منومة ههه
وصلنا الجمارك وما أدراك ما الجمارك ادا كنت من التجار أو ممن يشترون أكثر من ثلاث قطع من نفس النوع فستدفع لهم اكثر مما اشتريت به ليس هناك مقياس رغم أنه موجود على موقعهم، الجمركي حسب مزاجه واحد يقول له افتح امتعتك للتفتيش والآخر يقول له مر بسلام لا خوف عليك، كنت وراء رجل قطري قال له الجمركي تفضل فضنني أيضا قطري وقال لي تفضل ايضا كانت امتعتي كثيرة مملوءة بقطع الكمبيوتر الصغيرة وحتى جيوبي لو فتشني لارسلني إلى سجن عكاشة بتهمة محاولة صنع قنبلة فقلت للقطري الله يكثر صحاب البترول والغاز الطبيعي دزنا فوجهك، هناك شاب فتشوه تحت المجهر حتى حداءه تم نزعه وفتشوا جيوب سرواله، عندما وصل الروبوت وذهبت لاخده قالوا لي بأن هذا الجهاز يجب أن يرسل إلى فرنسا ليعملوا له التحليلات ربما تنبعث منه اشعة ضارة بجسم الإنسان، يا عين يا ليل على حب الجمركي وخوفه على صحتي، فقلت قد أدخله كثير من التقنيين ولم يرسلوه إلى باريس للتحاليل فقال هل تريد ان تتدخل في عملي قلت حاشا، ومتى سيرجع من باريس بالسلامة قال بعد شهر، يا حلاوة، فبدأت كل مدة اذهب فلم آخده إلا بعد ستة أشهر بعد أن دفعت 300% من ثمنه اشتريته بمليون ودفعت 3 مليون، ففهمت ماذا كان يقصد بالتحاليل في فرنسا، تغامر بحياتك ومالك إلى مشرق الدنيا كي تساهم في تطور بلادك وتخلق مناصب شغل لكثير من اليائسين من كثرة البطالة وفي الأخير يخرجون لك عينيك في الجمارك وغيرها من الإدارات، في الصين يوفرون لهم محال العمل والتجهيزات ودراسة المشروع والتشجيع ماديا ومعنويا لذلك يبدعون ويبتكرون...
أخيرا خرجت من المطار وأنا اتلفت ورائي خوفا أن يبدل الجمركي رأيه ويتبعني فلم اطمئن حتى ركبت القطار في إتجاه الرباط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق