السبت، 25 يونيو 2016

تجربتي مع فيزا إسبانيا ورحلة ذخولي فضاء شنغن




لقد مرت سنة كالبرق، وما يمر إلا عمرنا كما عودنا الأجداد على ترداد كلمة الحق
 هذه، فكأنه الأمس فقط حينما قدمت ملفي لطلب تأشيرة شنغن من قنصلية اسبانيا،
وهاهي العطلة الصيفية على الأبواب والتي تجعل كل انتباهي ينصب على دفع الطلب
من جديد، وفي واقع الأمر، لقد استعجلت به هذه السنة، احساسا مني بأن أحصل على 
التأشيرة وأضعها في جيبي لأشعر بالاطمئنان، فمن يدري ما سيأتي به الغد. 
وملفي هذا قد يفيد من هو في مثل وضعيتي تماما، أي أساتذة التعليم تحديدا، فأول ما 
قمت به: 
1- طبع نموذج طلب تأشيرة شنغن.
2- تعبئته بعناية وبخط واضح دون تشطيب
3- حجز فندقين في مدتين مختلفتين والتركيز على الثمن المناسب كأنك فعلا ستنزل 
بالفندقين، وهنا اخترت غرفة مشتركة في الفندقين واحد ببرشلونة، والآخر بفلانسيا.
4- طلبت عبر السلم الإداري ما يلي: 
+ شهادة العمل 
+ بيان الأجرة لثلاثة أشهر أخيرة 
+ شهادة مغادرة التراب الوطني وفيها مدة العطلة.
5- كشوفات البنك لثلاثة أشهر أخيرة، وهي تقدم من البنك مجانا.
6- التأمين، وهذه المرة أخذته من البنك خلافا للسنة الماضية حيث قصدت شركة 
تأمين سينيا السعادة. والحق إنني لم أنو أخذه من البنك، ولكن حينما ذهبت لإحضار 
الكشوفات، قال لي مدير البنك هل تريد التأمين؟ فقلت نعم، فاستفسرته عن الأمر، 
فقال لي إنه من الخدمات التي لديهم، وأعطاني أيضا بطاقة صغيرة للتأمين، بها 
رقم العقدة، وعنوانهم داخل وخارج الوطن.
7- البطاقة الرمادية للسيارة: وهنا سألتني الموظفة التي استلمت ملفي هل سأسافر
بسيارتي الخاصة؟ فقلت لها : لا. فأرجعت لي البطاقة. أما في السنة الماضية، فالموظف
الذي استلم ملفي لم يسألني هل سأسافر بالسيارة أم لا، بل أخذ كل شيء.
وأما الطلب، فقد طلبت مدة 20 يوما، فأعطوني شهرا ونصف، وطلبت دخولا متعددا فلم
يقبلوا الطلب بل أعطوني دخولا واحدا فقط، لدرجة أنني شككت أن يكونوا قد قرؤوا الطلب، 
لأنهم لم يزيدوا شيئا عن السنة الماضية بخصوص المدة، الجديد هو الصورة التي أخذت
 هذا العام، أما عن الأسئلة، فلم يسألوني أي سؤال. 
لكن وأنا جالس أنتظر سماع اسمي لدفع المصاريف، دخل رجل كبير في السن، يبدو أنه 
غني، فجلس أمام الموظفة، فقال لها: أنا رجل لا علم لي بما أحضره لكم كي أسافر إلى 
الخارج، وكل ما لدي هو تحفيظات لبقع أرضية لي ومنازل كثيرة، فكيف أسافر؟ 
لقد كان صوته مسموعا للجميع، لدرجة أن الكل يبتسم، فتعبت معه الموظفة في شرح 
ما يتوجب عليه، لكن ما أضحكني هو قوله لها حينما سألته هل له قريب بإسبانيا: 
رد عليها قائلا: أنا لن أمكث في اسبانيا، بل سأذهب إلى فرنسا وبلجيكا حيث لدي 
معارف هناك.. فقاطعته الموظفة قائلة: أنا لم أسألك عن دول ستذهب إليها، بل أنا أتحدث
لك عن اسبانيا فقط. 
فأعطته ورقة بها ما سيحضره من وثائق، وبعدها سمعت اسمي، فذهبت فدفعت الثمن، 
ورجعت من جديد لأجلس في انتظار أن ينادي علي موظف البصمات، وهناك أخذ لي 
صورة ووضعت بصماتي وخرجت. 
واتصلوا بي أمس لإحضار جواز سفري، فذهبت في الحال، وبعد وصولي قال لي الحارس
عد بعد صلاة الجمعة إن شاء الله، فالتوقيت الذي في الوصل هو ابتداء من الثانية بعد
الزوال، رجعت كما أمر، وبعد صلاة الجمعة، أتيت من جديد، فطلب مني قفل الهاتف، 
ثم أخذ مني بطاقتي الوطنية والوصل، ووضعه لدى شباك الموظفة، وكانت هي الوحيدة
هناك، وكنت في القاعة مع أربعة أفراد فقط، وكلهم أتوا لإحضار جوازات سفرهم، 
نادت علي الموظفة، وسلمتني ظرفا ترابي اللون وفي حجم متوسط، وأخذت بطاقتي الوطنية
ثم خرجت شاكرا الموظفة والحارس.
لم أدخل المصعد حتى فتحت الظرف لأنظر ما فيه، وجدت الجواز وحده، وفيه تأشيرة العبور، 
اطمأننت من جديد أن عطلتي الصيفية سوف تكون بتلك البلدان الراقية، وإلى حد الساعة، 
أبحث عن تذكرة طيران بثمن مناسب، وبعدها بحول الله أضع برنامجا للرحلة، ولن يكون
إلا ما يريده الله طبعا.

بعد أن إسترحت قليلا من عناء الحصول على فيزا إسبانيا، حجزت التذاكر ووضعت برنامج دقيقة لرحلتي هذه خصوصا أنه أول سفر لي خارج المغرب بإتجاه إسبانيا وأوربا بشكل عام وهنا في هذا الجزء من موضوعي سوف  أضع بين أيديكم تجربتي السياحية نحو مدريد وصولا إلى لاتفيا وبعدها إلى ألمانيا، حيث كانت تجربة ممتعة استفدت كثيرا منها، فبعدما تقدمت بطلب تأشيرة سياحية نحو مدريد كما هو مفصل في الموضوع السابق، وفقني الله في أن أسافر عبر الطائرة من مدينة مراكش لأنزل بفندق باراخاس بلازا الذي لايبعد كثيرا عن المطار ، مكثت فيه ليلة واحدة ثم أعددت نفسي لمحاولة السفر إلى لاتفيا على الساعة الواحدة ليلا من اليوم الموالي، إذ مكثت في المطار من الصباح حتى هذا الموعد خوفا من أن يفوتني الوقت وخصوصا أنني خشيت أن أصادف مشاكل العثور على المكان المحدد لانتظار طائرتي..فمطار مدريد كبير جدا وعديم تجربة مثلي قد لا يكفيه الوقت لمعرفة الاجراءات
لقد انتابني قبل السفر نحو لاتفيا تخوف بسبب مواضيع قرأتها حول تأشيرة شنغن، حيث قال البعض إنهم يسألون المسافر عن سبب زيارته للبلد الذي لم يقدم لك التأشيرة، وأحيانا يطلبون ما يؤكد الخروج منه، لكن حالتي مرت بشكل عادي جدا، حيث لم يسألني أحد عن سبب الخروج من مدريد، ولم أجد بعد وصولي إلى البلد الثاني مراقبين أيضا، بل وصلت وانتظرت حقيبتي وأخذتها فدخلت مدينة ريغا بحمد الله فرحا مسرورا، وراقني مارأيت فيها من مناظر خلابة، وشوارع نظيفة، وبنية تحتية أكاد أجزم ان بلدي ميؤوس منها أن تصل إلى ما وصل إليه هؤلاء الناس من تقدم وازدهار رغم ضعف اقتصادهم. مكثت هناك أكثر من عشرين يوما، وبعدها أخذت طائرة نحو برلين بألمانيا، حيث التقدم والانبهار بما رأت عيني، فهؤلاء الناس بنوا بلدانهم، وافلحوا في الدفع بها نحو الأمام، لدرجة أن ما يسمى بالأزمة ما هي إلا كذبة إعلامية أو شيء مبالغ فيه، لأن الأزمة الحقيقية هي ما تعيشه بلداننا من وضع لا يحتاج وصفا ولا تعبا في الكتابة
ولكن ما حز في نفسي أنني التقيت مغتربين هناك بصحة جيدة ولكن لايريدون العمل بسبب عدل أولئك الناس الذين يتكفلون بمصاريف العاطلين، فالمرء ينبغي له أن يعمل مادام في صحة جيدة، وأن ينتج بدلا من أن يبقى عالة على الدولة مستهلكا دون نفع. لقد زادهم الله من نعمه نظرا للمساواة التي شملوا بها أفراد مجتمعهم بغض النظر عن اختلاف القاطنين عندهم، غير أن اللغة هناك سلاح لابد منه وخصوصا للسائح، أو على الأقل اللغة الانجليزية التي اكتشفت أنها فعلا لغة عالمية، حيث لم أجد من يتواصل معي بالفرنسية سواء في لاتفيا أو في اسبانيا، فكانت الإنجليزية هي الحل رغم أنني لا أتقنها جيدا، فنصيحتي للراغب في زيارة اي بلد أن يتعلم لغته أو الإنجليزية على الأقل
وأما العودة فليست بالضرورة من البلد الذي قدم لك التأشيرة، فبإمكانك الرجوع من أي بلد رغبت فيه، أما الدخول فلزاما أن يكون من البلد الذي منحك التأشيرة لتتجنب أي مشكل. تأشيرتي كان دخولها مرة واحدة، أي لا ينبغي لي الدخول والخروج كل مرة حتى وإن رجعت قبل انتهاء المدة، وهذا ليس أمرا جيدا ولكن اضطررت إلى طلبه لأنها أول تاشيرة بالنسبة إلي واردت أن أبرهن على أنني سوف أعود فعلا ولا رغبة لي في البقاء، لكن في المرة القادمة سوف أطلب دخولا متعددا طبعا
بالنسبة إلى العمل بألمانيا، يحتاج الراغب في البقاء أوراق الثبوتية دون شك كي يكون عمله قانونيا، والمشكل هنا أن الزواج في اعتقادي هو الحل كما وقع لصديقي الذي استضافني، فقد مكث مدة دون أوراق إلى أن تزوج ألمانية فصار تواجده قانوني، وهنا تلعب اللغة كذلك دورا مهما، زد على ذلك أن القادم من بلداننا يحتاج من يستضيفه، فمن العسير القدوم دون مأوى، قد يبدو لك سهلا وأنت في بيتك الآن تعيش حلم الهجرة، لكن ما إن تطأ قدمك تلك الأرض تجد نفسك في حاجة للراحة من تعب السفر، ومن اتقاء الحر أو البرد..فالمأوى أمر لامفر منه إخواني
ومن ألمانيا رجعت إلى مدريد اعتقادا مني أن الرجوع لابد أن يكون من البلد المانح التأشيرة، وبمجرد وصولي إلى مطار دولتي لاحظت الفرق الشاسع في كل شيء سواء على مستوى الموظفين العاملين أو على مستوى المطار نفسه، وهنا استغربت بعد وصولي وسألت نفسي، ما الذي يدفع الأجانب إلى زيارة بلداننا ؟؟ إن الطبيعة الخلابة عندهم، والمياه المتدفقة ، والغابات الكثيفة ، كلها نعم أنهم بها الله عليهم ، وإعلامنا يكذب علينا مروجا أكاذيب حول بلداننا الخلابة وما هي بخلابة، فتيقنت أن التخلف والأزبال وعدم احترام اشارات المرور والممرات هو ما يجعل الأجانب يأتون إلى بلداننا، لأن التحضر عرفوه، ويسمعون عن التخلف ويحتاجون رؤيته فيتوجهون إلى بلدان العالم الثالث ليكونوا عن كثب بالوضعية التي هي عليها، وكم يحز في النفس هذا الحال، وتتولد لديك غيرة على ما وصل إليه أولئك الناس، وما يعيشه المسلمون في دولهم.

وفي الأخير أتمنى أن تكون تجربتي هذه في الحصول على فيزا إسبانيا وذخول فضاء .شنغن قد أفادتكم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق