الأحد، 19 يونيو 2016

قصتي مع زوجتي الفرنسية



رمضان / سبتمبر 2009 ، كنت  اتصفح بعض المواقع ، و سرعان ما مللت منها ، فقررت دخول
الشات  و هو يخص الفرنسيين في الغالب كنت اضع صوري الخاصة في موقع الشات  ، و اذا بي أتلقى رسالة من
زوجتي " التي هي فرنسية و لم تكن مسلمة و لم اكن  زوجها بعد " .. قلت من تكون ؟ و ماذا تريد ؟
قالت : اني وجدت بعض صورك و بادرتك بالتحية فقط لا اكثر .
قلت : مرحبا و انت ايضا صورك رائعة ، اي نوع من ألات التصوير التي تسعملينها ؟ لانني كنت اهوى
التصوير،  هكذا  و هكذا انطلق الحوار بين جد و هزل ، حتى قالت لي انا جائعة سأذهب  الى المطبخ لأكل
قليلا، قلت لها انطلقي للاكل لأننا هنا صائمون ، قالت آه مسلم و تصوم في هذا الحر ؟  قلت لها نعم
ان الله يطلب منا شهرا واحد في السنة لنضحي بكل طعامنا و شربنا و شهواتنا لاجله ، انه شهر واحد فقط ،
قالت لي انت شجاع جدا ، ضحكت و قلت لماذا انا شجاع ؟ قالت يوجد الكثير من العرب هنا لا يصومون
و لكن كيف تشعر و انت تقوم بالصيام ؟ انه امر قاسي نوعا ما ؟ ، قلت انها قضية تعود و ايمان قبل كل شيء .
قالت لن اذهب الى المطبخ ، سوف ابقى معك ، لأشجعك على مقاومة الجوع و العطش ، قلت لها
انصحك بأن تأكلي قليلا و لا داعي ان تفعلي ما افعله ، قالت لا يهم انا لا اشعر بالجوع ، ثم قالت كيف تقضي اليوم و انت صائم ؟ هل تعمل ؟ قلت لها لا اعمل حاليا و لكن اذهب بعد العصر لاساعد الفقراء متطوعا في مقر خاص يقدمون فيه الطعام للفقراء و لعابري السبيل ، قالت انه امر رائع جدا اتمنى ان اكون هناك لاكون معك
 و اساعدك مع اصدقاءك ، و بقيت احكي لها عن رمضان و شعائر الاسلام و هي تنظر الي بفضول و تتبع باهتمام .
فات يوم الاول و جاءت ايامات و ايام و قبل ليلة القدر بيوم ، قلت لها  يوجد لدينا نحن المسلمين
يوم مقدس نستبشر به كثيرا ، قالت ما هو ، قلت انها ليلة القدر ، و بدات اشرح لها ميزة هذا اليوم ،
قالت لي بكل هدوء ، غدا سوف اصوم ، و لم احاول ان امنعها ، و علمتها كيفية الصيام مع المواقيت و قدمت لها نصائح حول الصيام و مبطلاته ، و صامت ذالك اليوم ، و بقينا مع بعضنا طول النهار  لغاية الاذان ،
و التقينا بعدها ، قالت لي ، ان الصيام امر رائع ، صحيح انني اشعر بالتعب و لكن لم اشعر بالجوع و لا حتى العطش طوال اليوم ، اشعر ان هناك قوة خفية جعلتني قوية هذا اليوم و لم اشعر بالوهن ، شكرا جزيلا على منحي هذه التجربة ، تلك الليلة دعوت الله ان تكون هذه الفتاة من المسلمين .
و جاء العيد ، و بدأت الفرنسية الفضولية اللحوحة تسألني كثيرا عن الاسلام ، و بسهولة جدا اقنعها كل مرة ،
 - كأن الله ارسلها الي لتهتدي على يدي ، كأن هناك امر خارق و جاذبية قصوى تجعلنا ننجذب نحو بعضنا ، كانت الامور الصعبة التي اراها كالجبل تصبح بمجرد تقديم خطوتي اليها مجرد طيف ألمسه بيدي - ، اسئلة كثيرة 
و صعبة جدا احيانا كانت تطرحها علي ، كنت ارسل لها الاجابة عبر مواقع تنشر الدعوة بالفرنسية ، دون تعصب او اتباع مذاهب مسيئة للاسلام ، كنت قبل ان اترك  الحاسوب اترك لها بين 3-4  مواقع دعوية لتقرأها ،
و تترك لي ملاحظاتها في ما بعد ، و كانت تستمع لي باهتمام كبير ، لم اجد منها التفكير الارتيابي او النقاش البيزنطي او الميل العنصري ، ابدا لم اجد معها سوى حسن الاصغاء و الانتباه و تقبل افكاري ، حتى جاء زمن قد ولى و تزوجتها على سنة الله و رسوله ، بعد ان اسلمت عن قناعة  تامة دون غصب او خداع ، و شاهدت مجتمعي الذي اعيش فيه رغم الاختلاف الكبير بيننا و بينهم ، حتى كتب الله ان تشهد رمضان هذه السنة معي و صامته كله مثل السنة الفارطة ، و تحقق حلمها في مساعدة الفقراء في رمضان هذا العام ، بل و تبرعت بمال مهرها لاشتري بها بعض مستلزمات الطعام ، ذاك المال الذي بقي معها اكثر من سنة ، كتب الله ان يكون طعام لهؤلاء البشر ،  كانت سعادتي الاكبر ، انها سعيدة جدا بوجودها معي رغم نقص الامكانيات و سبل الحضارة ، الا انها تفضل البقاء هنا ، كانت تصلي بجانبي كل يوم ، اجدها سعيدة جدا بالقيام بذلك ، و ترفع يدها و تدعو الخالق بهمس مع بعض التحسر ، و كنت استرق السمع الى دعائها رغم صوتها الخافت ، ربي اني نادمة على عدم الدخول الى الاسلام سابقا .
تحقق حلمي انها دخلت في دين الذي ابتدأ بامرأة و رجلين و صبي
و تحقق حلمها لما تطوعت طيلة رمضان  في مساعدة الفقراء ، هذا الأمر اسعدها كثيرا جدا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق