ذكرتْ تقديراتٌ إسبانيَّة أنَّ ما يزِيدُ عنْ مائة طفل مغربي، لمْ تتخط أعمارهم الخامسة عشرة، يقطنُون بمأوى في مدينة سبتة الواقعة تحت الاحتلال الإسبانِي، في انتظَار أنْ تسنحَ لهم الظروفْ كيْ يهاجرُوا سريًّا عبر البحر نحو أوروبا بالرُّغم من المخاطر التي تحفُّ العمليَّة.
وبحسب معطياتٍ قدمتها وكالة الأنباء الإسبانيَّة فإنَّ غالبيَّة الأطفَال الذِي جرى إيواؤهم في مراكز للرعاية الاجتماعيَّة مغاربة، على أنَّ ثمَّة جنسيَّات أخرى في المركز، مسجلة ارتفاع عدد الأطفال الذِين صارُوا يدخلُون من المغرب في الآونة الأخيرة.
الأطفال الذِين تتراوحُ أعمارهم بينَ 8 وَ15 سنة يجتازُون الحدود دُون أنْ يحوزُوا أيَّ وثيقة، كمَا أنَّ بعضهم قدْ يدخلُ رفقة أحد والديه، لكنْ يظلُّ وحيدًا بالمدينة في انتظَار أنْ يتحققَ طمُوح الهجرة إلى "الإلدُورادُو" الأورُوبي، توضح المعطيات.
ومنْ كثرة توافد الأطفال المغاربة وحاملي الجنسيات الاخرى، ذكر المصدرُ ذاته أنَّ مركزًا جديدًا لإيواء الأطفال ينتظرُ الانتهاء في تشييدهِ قريبًا، في الوقت الذِي يقضِي أزيدُ من مائة طفل في الوقت الراهن مقامًا بمركز "إيسبيرانزَ"، ويفترشُ آخرُون الشارع.
أمَّا عنْ النحو الذِي يخططُ به الأطفال للعبُور إلى إسبانيا، يذكرُ المصدر أنَّهم غالبًا ما يرابطُون في باب سبتة، فينتظرُون أن تحين الفرصة لينسلُّوا إلى شاحنة أوْ باخرة، ليختبئوا بهَا حتَّى الوصُول إلى إسبانيَا.
في غضون ذلك، كانت جمعيَّة تمثيليَّة لضباط الحرس المدنِي الإسباني في مليليَّة المحتلة قدْ تحدثتْ عنْ وجود ما يربُو على أربعمائة طفل مغربي متشرد يعيشُون في المدينة، يضطرُّ القسم الأكبر منهم إلى افتراش شوارعها للنوم، منتظرِين فرصةً سانحة للهجرة.
وتصدرُ التقديرات الإسبانيَّة بعد أسبوعٍ واحد من عثُور الشرطة الإسبانيَّة في طريفة على أربعة أطفال مغاربة في محرك باخرة كانت قادمة من ميناء طنجة، وهم في وضع صحِي بالغ السُّوء، حيث كانتْ درجة الحرارة في أجسامهم قدْ تدنتْ بصورة لافتة. على أنَّ ثلاثين طفلًا مغربيًّا ضبطُوا من لدن عناصر الشرطة الإسبانيَّة منذُ بدء العام الجارِي.
وتثيرُ منظمَات حقوقيَّة بينها "هيومان رايتسْ ووتش"، المعاملة الفظَّة التي يلقاهَا أطفال مغاربة ومنْ جنسيَّات أخرى منْ لدن الشرطَة الإسبانيَّة، حيثُ قدْ يجابهُون بالعنف الجسدِي، كما قدْ يجرِي ترحيلهم دون احترام المساطر.
ويذكر أن المغرب وإسبانيا كانَا قدْ وقعا مذكرة تفاهم حول المهاجرين القاصرين غير المرفُوقين، تمَّ تحويلها إلى اتفاق في 2007، يقضي بحقِّ السلطات الإسبانيَّة في ترحيل الأطفال القاصرين غير المرفوقين بعد التعرف إليهم وتحديد عائلاتهم. وفي حال لمْ يجر التمكن من ذلك، يكُون من حقها تسليمهم إلى السلطات المغربيَّة، لتحديد عائلاتهم أوْ إيداعهم في مراكز للطفُولة.
من جانبه، قال عبد العالي الرامي، رئيس جمعيَّة منتدى الطفولة، إن الأطفال المغاربة الذين ينتظرُون فرصة الهجرة في ثغري سبتة ومليلية معرضُون بشدة للاعتداء الجنسي، حتى أن اتجارا في أعضائهم قدْ يجري بالنظر إلى حداثة سنتهم وغياب منْ يحمي كثيرًا منهم في الشوارع، "ثمة حاجة إلى تشديد المراقبة على الحدود، والتعجيل بخروج المجلس الاستشاري للطفولة والأسرة إلى حيز الوجود، بعد مضي سنوات على الدستور الجديد".