أعلنت الحكومة البريطانية عن تغييرات في أسئلة الاختبار الذي يخضع له المتقدمون للحصول على الجنسية البريطانية من المهاجرين. وتقول الحكومة البريطانية إن التغييرات - التي تدخل حيز التنفيذ بعد شهرين - ستركز على قيم المملكة المتحدة وحضارتها.
فمثلا، سيكون على المتقدمين للاختبار معرفة اسم القائد البريطاني الادميرال لورد نيلسون، الذي هزم الأسطول الفرنسي في عام 1805، وينتصب تمثال له بميدان (ترافالغار سكوير) أو الطرف الأغر بوسط العاصمة لندن.
كما سيكون على المتقدمين معرفة أمور مثل اسم نصب (ستون هينج) الذي ينتصب في مقاطعة ويلتشر منذ آلاف السنين. في المقابل، ستختفي الأسئلة المتعلقة بمواضيع مثل استخدام وسائل النقل العام، وبطاقات الائتمان، والدخول إلى الانترنت.
وتم فرض اختبار "الحياة في بريطانيا" عام 2005 من أجل التأكد من تمتع المتقدمين بطلبات الحصول على الجنسية من المهاجرين المعرفة الكافية باللغة الانجليزية، وجوانب الحياة العامة، والتاريخ في بريطانيا.
لكن الحكومة الحالية - التي يقودها حزب المحافظين - فرضت المزيد من القيود على الهجرة، حيث تميل القواعد الانتخابية للحزب لانتقاد أنظمة الهجرة التي تراها متساهلة.
وتقول الحكومة إن إجراءاتها ستؤدي إلى تخفيض معدلات الهجرة بصورة كبيرة.
ويعد المجتمع البريطاني بصورة تقليدية مجتمعا مرحبا بالمهاجرين، إذ تعيش جماعات من خلفيات متنوعة في بريطانيا، خصوصا مع ازدياد حركة الهجرة في القرن الماضي.
لكن تدفق المهاجرين المتزايد في السنوات الأخيرة أدى إلى أن تقع الكثير من مؤسسات الخدمات العامة، كقطاع الصحة والتعليم، تحت ضغط كبير، مما أدى إلى عدم ارتياح في بعض الأوساط.
إدماج المهاجرين
وتقول الحكومة كذلك إن هذه التغييرات ستركز على القيم والمبادئ التي تشكل الهوية البريطانية، وأنها ستساعد على اندماج المهاجرين في المجتمع.
لكن هذا ليس رأي الجميع في بريطانيا. من بينهم دون فلين، رئيس منظمة شبكة حقوق المهاجرين.
ويقول فلين لبي بي سي إنه يعتبر أن هذه الإجراءات خطوة إلى الوراء، وأنها لن تساعد على ادماج المهاجرين بالمجتمع لأنها تستثني أسئلة عن الحياة اليومية لصالح أسئلة عن تاريخ قديم يعود لآلاف السنين، مما يجعل الامتحان يبدو كاختبار تعجيزي للمعلومات التاريخية.
لكن منظمات أخرى للمهاجرين، مثل منظمة مراقبة الهجرة، تقول إن الأسس والمبادئ التي يقوم عليها الامتحان صحيحة تماما.
ربما لا تكون التغييرات التي ستدخلها الحكومة على الامتحان جذرية، ولا يتوقع أن تؤدي إلى انخفاض كبير في أعداد من يحصلون على الجنسية البريطانية – وهو ما يتجاوز 150 ألفا كل سنة - لكنها أعادت إلى السطح الجدل بين مؤيدي ومعارضي الهجرة في بريطانيا.
وربما تتمكن الحكومة البريطانية عبر مثل هذه الإجراءات من الحد من هجرة القادمين من الدول خارج الاتحاد الأوربي. لكن بسبب التزامات بريطانيا كدولة عضو في الاتحاد فهي لا تملك أن تفرض قيودا على القادمين من دول التكتل، والذين يشكلون نسبة مرتفعة من المهاجرين في السنوات الأخيرة.
المصدر:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق